طرق فعالة لتكون قائدًا منجزًا في رمضان

IMG_0260

بقدر ما يسعدني دخول شهر رمضان المبارك- أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه- بقدر ما يزعجني التعذر بالصيام واضطراب النوم لتقليص الإنتاجية والتكاسل عن أداء المهام. وبحكم عملي في عدة أماكن في مسيرتي المهنية، رأيت تكرار التأخر عن مواعيد الدوام والخروج المبكر منه، لتتضاءل الانتاجية في المحصلة ويتعثر الإنجاز… فهل من اللازم أن تتدنى الإنتاجية في رمضان ليصاب العمل بالشلل؟

في المقابل، نرى الصائمين في الدول غير المسلمة يدرسون ويعملون الساعات المعتادة مع أن ساعات النهار قد تكون أطول كما هو الحال عندما تصوم تطوعًا في أشهر السنة الأخرى فإنك تعمل حسب الساعات المعتادة دون نقص كبير في الانتاجية.

السؤال المطروح هنا، هل هناك فعلاً علاقة بين طول ساعات العمل الأسبوعية ونسبة الإنجاز؟

لا شك أن هناك توجه في عددٍ من الدول حول العالم لخفض ساعات العمل وأثره على زيادة إنتاجية الفرد والفريق وتحسين أداء المنشآت بشكلٍ عام، ورمضان هو فرصة ذهبية لاستغلال تقلص ساعات العمل في تحسين الإنتاجية.  

فلكل قائد حريص على المحافظة على مستويات الإنتاجية في رمضان، أنصح بطرق ثمان والتي تعتمد على تقاطع ثلاث دوائر، وهي النشاط والوقت والتركيز. فلزيادة الانتاجية في مهمةٍ ما يمكنك إما تخصيص وقت أكبر للمهمة، أو التركيز عليها دون سواها، أو بذل نشاط أكبر في إنجازها.

إدارة الوقت

اجعل من تقليص ساعات العمل اليومية حافزًا يدفعك للاستفادة منها بأكمل وجه وذلك بتقليل الهدر، ومن طرق ذلك مايلي:

  • أولاً: إدارة الوقت بوضع جدول يومي بالأعمال المتطلب إنجازها ذلك اليوم، مرتبة حسب الأولوية.
  • ثانيًا: التنبه لهدر الوقت غير المحسوس على إثر متابعة شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وما شابه.
  • ثالثًا: قياس الإنجاز في نهاية اليوم بمقارنة المنجز مع المخطط في بداية اليوم.

زيادة التركيز

أكثر المفاهيم حداثة وفاعلية في إدارة الوقت هي التركيز على القليل الحاسم، أي العمل على 20% من أشغالك أغلب الوقت، لذا خطط ليومياتك على النحو التالي:

  • رابعًا: اختيار الأعمال الأكثر انتاجية والأكبر عائدًا والتركيز عليها. راجع دوامك ويومك تجد أن 20% منه أمور مهمة، و 80% أمور أقل أهمية، لذا تخير الأعمال الأكثر إنتاجية والأكبر عائدًا وركز على إنجازها، وفوّض في ماتبقى منها -أي الــ 80%- قدر المستطاع.
  • خامسًا: التركيز على مهمة واحدة حتى إنجازها بدلاً من محاولة الجمع بين المهام والتي تشتت التركيز عندما تكون بكامل نشاطك فما بالك حين تكون صائمًا

تعزيز النشاط

يعاني البعض من خمول في رمضان قد يعزى للجوع والعطش، ولكنني أجزم أن أغلب الخمول يأتي من اضطراب النوم بسبب الالتزامات الاجتماعية والسهر، حتى أن البعض يأتي لعمله مواصلاً بلا نوم. ومما وجدته مفيدًا هو:

  • سادسًا: تقليص السهر ما أمكن والنوم ساعات كافية قبل الفجر وبعده.
  • سابعًا: تخفيف الاعتماد على المنبهات مثل الشاي والقهوة، وأفضل حل وجدته لكسر هذا الإدمان هو التوقف التدريجي عنها قبل رمضان بأيام
  • ثامنًا: ممارسة أي نشاط رياضي معتدل لما للرياضة من فوائد جمة في تعزيز التركيز وشحن الطاقة لمواصلة اليوم بنشاطٍ أكبر.

ولا ننسى هنا أن إنتاجيتك كقائد مرتبطة بإنتاجية فريق العمل لديك، وبالتالي فإن اتباعك لهذه الطرق مع فريقك تؤدي إلى تعزيز مضاف للإنتاجية.

أتمنى لكم شهرًا مباركًا يُتوج بإنتاجية عالية وإنجاز متصل.

أسعد بقراءة مشاركاتكم في قسم التعليقات بالأسفل.

الردود

  1. شمس حسن :

    Ramadan Kareem ! squash champ…Haven’t changed one bit, still inspiring everyone around you to
    😆👍🏽👍🏽greater heights ole dude from MSA UW

  2. نزار العوفي :

    فعلاً نقاط مهمة لزيادة الانتاجية في هذا الشهر الكريم والمبارك والله يتقبل و يبارك في جهود الجميع ..

  3. Hadi Aljassar :

    هذي اضافة جديدة وجميلة بالنسبة لي ثالثًا: قياس الإنجاز في نهاية اليوم بمقارنة المنجز مع المخطط في بداية اليوم.

    بالنسبة لتجربتي تخفيض ساعات العمل الى ٥ ساعات ونقل بعض المهام اليومية إلى مسائية يساعد على زيادة الإنتاجية.

    ⭐️ ⭐️ ⭐️ ⭐️ ⭐️

  4. نداء :

    محتوى جميل. رمضان هو شهر إحسان وتأمل ذاتي. مع قصر ساعات العمل وغياب بعض مهدرات الوقت الغير محسوسة مثل وقت القهوة أو الغداء. فالأحرى زيادة التركيز والإنتاج لا العكس.

  5. Wardah AlMalki :

    رمضان مبارك, أيضاً الأكل الصحي في رمضان (الفطور والسحور) يأثر بشكل كبير على الانتاجيه والتركيز, و الابتعاد عن المنبهات بعد الفطور, توزيع شُرب الماء ما بين الفطور والسحور

  6. م. سيف الخماش :

    مقال جميل شكرا أستاذنا العزيز د.بدر البدر القائد والمعلم،

    فالمعلم من يختصر لك الوقت والجهد في رحلة التعلم في قالب ممتع ومشوق،

    والقائد من يضع لك بوصلة الطريق ويعطيك اجراءات العمل ويبقى بالقرب منك ليعطيك حتى ترضى فتنجز.

    وفي هذا المقال كنت المعلم والقائد، شكرا لك من القلب وأسأل الله أن جعلك مباركاً دائما وأبدا 🌹🤲🏼🌹

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.