لماذا يجب على أعضاء الفريق أن يختلفوا؟

قدمت في مقال سابق للخصائص الخمس لفريق العمل الناجح، ووعدت أن أتناول كل منها في تدوينة مستقلة. وتحدثت في التدوينة السابقة عن الخاصية الأولى وهي بناء الثقة، وهنا استطرد في الحديث في تفصيل الخاصية الثانية وهي الخلاف الإيجابي  وهي المستوى التالي بعد الثقة التي ينبني عليها النجاح، ويساعد توافرها في تطبيق الخصائص الثلاثة التالية الأخرى، حيث ذكرت أن كل خاصية هي مستوى للأداء تبنى عليه الخاصية التالية.

تعريف الخلاف الإيجابي:

عدم تخوف أي من أفراد الفريق من الإبداء برأيه بصراحة دون خوف من تعسف أو اختلاف الآخرين، و هو يؤدي إلى تنوع الآراء، فمن عيوب الفريق الذي يخاف من الخلاف ولا يحتفي به أن اجتماعاته تكون روتينية مملة، وتكثر أثناءها المجاملة وبعدها النميمة.  وهو يتطلب أن يشارك كل ذي رأي برأيه ولو خالف رأي الرئيس أو الغالبية، ويتطلب أن يتقبل الرئيس والأخرون هذا الطرح للمناقشة.

والسؤال ماذا لو أدى هذا الطرح إلى نشوء خلاف في الفريق؟

والإجابة فإن الخلاف أنواع وهناك أنواع منه إيجابية وأخرى سلبية. ونقسم الخلاف حسب مشاركة عضو الفريق إلى أربعة أنواع، بناء على محورين هما محور الإصرار ومحور مدى التعاون.

  • التجنب وهو يصدر من الشخص قليل الإصرار على رأيه وقليل التعاون، وهو الشخص السلبي الذي لا يهتم بالقضية محل النقاش فعلا، فبالتالي يخسر هو ويخسر كل فريق العمل مشاركته.
  • المنافسة السلبية وهي من الشخص عالي الإصرار ولكنه تعاونه مع الآخرين منخفض، يمتاز بمنافسة سلبية لأنه يصر على رأيه ولا يهمه التعاون مع أصحاب الآراء الأخرى فبالتالي قد يكسب هو لكن على حساب أن يخسر الفريق الذي يعمل معه.
  • التكيف وهو طبع الشخص قليل الإصرار على رأيه وعالي التعاون، فهو يقبل برأي الآخرين ليس اقناعا بصحته ولكن خوفا من الخلاف، وهذا إمعة يضيع على الفريق الوصول للرأي الأصح بجبنه.
  • التشارك وهو يأتى من الشخص عالي الإصرار على رأيه ومتعاون جدا، وهو النوعية المثالية للفريق، فهو يستمع لآراء الآخرين بانفتاح وفي نفس الوقت يسعى بقوة لإقناع الآخرين برأيه، ويساهم بجدية بخلق خيارات مبتكرة ترضيه وترضي الغالبية من الفريق.

والنوعية الأخيرة هي ما يصنع الخلاف الإيجابي.

كيف نتخطى الخوف من الخلاف؟

نتخطاه أولا بإدراك أن هناك أنواعاً متعددة من الخلاف ويمكن أن يكون الخلاف إيجابياً وليست كل أنواع الخلاف سلبية. ثانيا يفيد استنطاق الزملاء عن آرائهم وتقبل تباين وجهات النظر المختلفة ويكون ذلك السؤال بين الزملاء في الفريق وليس فقط بين الرئيس والمرؤوس.

وختاما فإن أعضاء الفريق الذين يتحلون بالاختلاف الإيجابي هم الذي يسألون الآخرين عن آرائهم بصدق ويسمعون منهم ويرحبون برأيهم حتى وإن كان مخالفاً وبالتالي تكون اجتماعاتهم حامية وثرية ومثيرة ولا يمنع ان تكون اجتماعاتهم صاخبة. وإلى اللقاء في المستوى التالي وهو الالتزام…

الردود

  1. Pingback: لماذا يتوجب على أعضاء الفريق الاعتراف بأخطائهم والكشف عن نقاط ضعفهم؟ | النجاح رحلة Success is a journey

  2. Pingback: ثلاث طرق تصل بها فرق الإدارة إلى التوافق | النجاح رحلة Success is a journey

  3. Pingback: الشلل أم الالتزام: ماذا يختار فريقك؟ | النجاح رحلة Success is a journey

  4. Pingback: مقدمة للخصائص الخمس لفريق العمل الناجح | النجاح رحلة Success is a journey

  5. Pingback: ماهي الخصائص الخمس لفريق العمل الناجح؟ | النجاح رحلة Success is a journey

  6. Pingback: كيف يفوز فريق لا يركز على تسجيل الأهداف؟ | النجاح رحلة Success is a journey

  7. Pingback: هل سألت نفسك: ما هو أسلوبك القيادي؟ | النجاح رحلة Success is a journey

  8. Pingback: ما هي الخصائص الخمس لفريق العمل الناجح؟

  9. Pingback: كيف يفوز فريق لا يركز على تسجيل الأهداف؟ - مدونة بدر بن حمود البدر

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.