كيف تنجح في قيادة زملائك وإن لم تكن مديرهم


لم أكن مديرا للفريق عندما واجهت أول تحد قيادي في حياتي العملية وإنما كنت مجرد عضو فيه، حيث كان هناك فراغ إداري بسبب ضعف مديرنا آنذاك، وكنت مهتما بنجاح الفريق في مشروعه الحيوي، فتدخلت في قيادة الفريق.

كتب الكثير عن الفرق بين المدير والقائد. ولكن الفرق الأهم في نظري هو ان القائد ليس شرطا أن يكون له منصب رسمي في إدارة الفريق. القيادة عندما تكون مديرا لا شك أسهل من جانب أن المرؤوسين ملزمون بحكم وظائفهم ومنصب مديرهم بالالتزام بأوامره. أما عندما تكون مجرد عضو في الفريق فالمهمة تصبح اكثر تحديا وفيها يتبين بوضوح الفرق بين القائد ومجرد المدير.

هناك ثلاث وسائل تجعلك أنجح في قيادة الآخرين:

١. أن تثق بنفسك وقدراتك

غني عن القول أنه لا ينقاد أحد لشخص متردد، والثقة في النفس معدية، فعندما تثق في نفسك وفي قدراتك ومهاراتك تعطي الآخرين شعوراً مريحا في أنك تعرف ما تقول وماذا تريد حتى لو كنت تواجه موضوعا لأول مرة. ولكن حتما فان الثقة لا تعني الغرور، فالغرور يعمي العين عن رؤية مزايا الآخرين وحاجز يصد الآخرين عن الاقتراب منك.

٢. أن تكون أهلا للثقة

تكون قائدا عندما تتصرف على نحو يدعو الآخرين للثقة بك. فالقائد صريح يعبر للآخرين عن رأيه في الأمور بوضوح، وهو ينسب الفضل لأهله حيث لا يخاف زملاءه من سرقتة لإنجازاتهم ونسبتها لنفسه، وهو لا يخاف من الاعتراف بمواطن ضعفه ولا يتظاهر بما ليس فيه و لا يتورع من الطلب من الآخرين مساعدته. وهو يؤدي نصيبه من العمل كاملا دون تكاسل أو رمي على الأخرين.

٣.  أن تكون مؤثرا في الآخرين

والتأثير هي القوة الوحيدة التي تدفع زميلك على المساهمة في العمل الذي تقوده، وهي قدرة تستمدها من صفاتك الشخصية وقبول الآخرين لك وقناعتهم بأهمية هذه المساهمة. ومن تجربة فإن إحدى الطرق الفعالة للتأثيرهي الطلب بلطف مع توضيح أهمية مساهمة الزميل.  ومن المهم إتمام المهمة بالشكر العلني للزميل والذي يكون أثره أكبر عندما يسمعه الآخرون وبالأخص مديره.

وهناك عوامل أخرى مساعدة لانقياد زملائك لك هي:

  • بعد النظر بوجود رؤية بعيدة طموحة يشتركون في الحماس لها
  • التميز في التفكير بعيدا عن فكر القطيع ولكن دون شطط
  • معرفة بإدارة المشاريع وتقسيم العمل إلى مهمات وتوزيعها عليهم بحسب اهتماماتهم وقدراتهم

ختاما: هل تتفق معي أن القيادة مهارة وسلوك أكثر منها وظيفة؟ وهل لك تجربة ناجحة في القيادة قبل أن تعيًن مديرا؟

شاركوني تجاربكم القيادية من خلال تعليقاتكم.

الردود

  1. Yaser :

    نعم اتفق ان القيادة مهارة اكثر من ان تكون وظيفة، وإضافة الى توفر سلوكيات القائد الناجح، فقد لاحظت ان مهارة القيادة لغير المدير تظهر في مناخ عمل يوفر بعض المحفزات أهمها:
    – منح مساحة اكبر من حيث حجم العمل والمسؤولية.
    – الترحيب بالابتكار والإبداع.
    – مرونة الصلاحيات.
    – ان يتوفر في المنظمة أمثلة لقيادة ناجحة.
    – التحفيز والمكافأة.
    – التدريب.

  2. Saud Al Rasheed :

    كلام صحيح واشكرك على الموضوع الرائع واتفق معك خصوصا انني امر بنفس هذي الحالة.

  3. أحمد أبوطالب :

    اتفق معك تماما ، واضيف الى ذلك ما عبر عنه “روبن شارما” مؤلف كتاب القيادة بدون منصب. حيث قال: ينبغى على القائد بدون منصب ان يكون له هذه الخصائص التي تلخصها كلمة IMAGE وهي كالتالي:
    (Innovation) البحث دائما عن الابتكار وان تجعل كل ما تفعله افضل مما كان
    (Merchant of Wow) أن تكون صاحب ابهار في كل ما تفعله
    (ِAuthenticity) أن تكون فريدا في تقديم نفسك وفكارك وليس مجرد مقلد
    (Guts) أن تكون شجاعا وقادر على أخذ المخاطر
    (Ethics) أن يكون لديك منظومة قيم تحافظ عليها مهما كانت الظروف والتحديات

  4. وائل الرّاشد :

    أتفّق معك دكتور بدر على أنّ الإدارة و القيادة موضوعان مختلفان فليس بالضّرورة اجتماعهما لكن جرت العادة أنّ يرشّح للوظائف الإداريّة من كانت له صفات و خصال قياديّة.

  5. خالد :

    السلام عليكم دكتور بدر كلام صحيح جداً السؤال من الممكن ان تنجح في العمل في مكان يوجد فيه جميع انواع الدسائس والنفاق والتامر لكي يتم إقصائك

    • balbadr :

      النجاح ممكن تحت أي ظرف إذا كان وراءه إصرار. ولكن في البيئة التي وصفت قد يكون صعبا. حدد أولا ما إذا كانت تصرفاتك الخاطئة هي ما يستعدي الآخرين وحاول تغييرها. أو قد تستفيد من تغيير مكان عملك.

      • أ.فاطمة بركات :

        اتفق معك في امور القيادة واهميتها لدى الموظف او من يعمل تحت مظلة مؤسسة.شركة…..
        المهم
        جو النفاق والفساد يكون عامل محبط وكبير الاثرفي النفس الا ان الارادة الصلبة المتمتعة بالجلد والصبر والتمكن من النفس والاستعانة بالله وهذه الشروط تتطلب عامل زمني حتى تأخذ أثرها ويثت المرء ذاته وقيادته الذاتية لمن حوله ثم يبهرهم بعلاقاته القانونية (تكون مصدر قوة حقيقية ودعم كببر لتحقيق اهليته وقيادته وتحقيق الثقة به وماعليه ) حينها سيحقق النجاح حقا .
        شاكرة لكم جميعا

  6. Abdullah al tala an :

    يعطيك العافيه يادكتور كلام جميل
    وشكرا للمشاركات الفعاله
    كل يوم اتعلَّم منكم وأنتم أضافه حقيقه لأي شخص يريد التعلم

  7. J :

    تجربة :
    كنت اطالب بالكثير من التغيرات لمصلحة الشركة تنظيما و إداريا ، كانت الشركة تواجه تسرب كبير في عدد الموظفين ، وبصفة قربي من الموظفين كنت اعلم تماما اسباب استقالاتهم ، الرد الوحيد الذي كنت اتلقاه عند طلبي للتغيير من مديري هو ” مين المدير انا ولا انت ”

    فعلا .. كنت أُسلّم كل المهام التي اكره القيام بها ، العجيب انني افصح دائما لمديري بأن مستواي اكبر من هذه المهام وانا مستعدة لأن أثبت ذلك ، ولكن كل يوم كنت ادفن بهذه المهام المكتبية ، بحجة اني حديثة تخرج و ” اندفاعية ” !!

    قررت الاستقالة ، وعند حديثي مع من سبقني بهذه الخطوة واسباب استقالتهم .. كان هناك عامل واحد مشترك : مديري

    وضعت ايميل الاستقالة في المسودات ، وقررت تجربة ايجاد حلول وسطية .

    كان الموضوع ودّي .. ثم اصبح بشعاً

    الذي ساعد على سقوط مديري والذي كان في مصلحتي هو ذلك التفكير الغريب بأني انافسه على منصبه .. لم يعلم بأن اساليبه زرعت هذه الفكرة بعقول كل الموظفين ، فكرة : ” انا اقدر اصير مدير ، واحسن منه ”

    لن أطيل .. تمكنت من تغيير الكثير حتى الآن ، حقيقة انا لم اكمل سنة منذ تخرجي ، والآن لدي كامل صلاحيات التغيير في القسم ..

    فعندما تعرف اسباب سقوط غيرك ستسعى إلى تداركها .. انشأت روابط ثقة بين اعضاء فريقي ، اساسها انا معك ولست ضدك .
    فعندما تتعرف على فريقك ، ستقودهم ببساطة ، فأنت ستسعى إلى تحقيق هدفك بمساعدة اهدافهم !

    *طبعا ما يحتاج ابين كمية الحساسية في العلاقة بين مديري السابق وبيني حاليا !

    نعم مديري السابق وللأسف ..

  8. تقنيه :

    مقالة تلمس عن قرب واقع نعيشه في بيئات العمل
    اتفق معك بوجود قائد مميز ومتوج للمجموعة دون سلطة
    وأحيانا كثيرة يفعلها دون ان يشعر بذلك حتى تصرح مجموعته بذلك عندما يريد الانتقال من
    ادارته الى إدارة اخرى وهذا النوع غالبا لا يحبذ المناصب القيادية
    شكرًا للموضوع

  9. عبدالعزيز الحميدان :

    أتفق معك يا دكتور 100% بأن القياده مهاره وسلوك أكثر منها وظيفه، لا سيما إذا تمتع القائد بالمهارات الإنسانيه، الفنيه، الذهنية، صنع وإتخاذ القرار ومهارة فن تحفيز الموظفين والعمل التعاوني، فهي إضافه إيجابيه لقيادته.

  10. رائد عوض :

    كنت أحد من تشرف بالعمل تحت قيادة الدكتور بدر وللأمانة فإن الدكتور بدر يقود الآخرين بالمثال وليس بالأوامر، كان مثلاً للإنضباط فتعلمنا منه جميعاً أن ننضبط بأوقات دوامنا ومخرجات أعمالنا.
    بالعودة لتجربة قيادة الآخرين: نعم ، كنت أشعر دوماً باصطفاف الآخرين خلف أفكاري، وقد اقترحت القيام بورشات نقاشية مشتركة مع بقية فريق العمل لنناقش أحداث أسبوعنا ونستفيد من تجارب بعضنا البعض، وكنت أضع جدول ورشة النقاش وأدون النتائج. كما كنت أوجه الأفكار لبعض الأتجاهات خلال ورشة النقاش وأرى التفاعل من الآخرين.
    بالاضافة للعلم ، فإن القيادة كثيراً ما تعتمد على الكاريزما الشخصية والذكاء الفطري لتنظيم الأفكار ورصها بشكل منطقي وترتيب الأولويات بمنطق الأهم فالمهم.
    حديث القيادة ذو شجون وأشير هنا إلى فرق جوهري بين القيادة والادارة: فالقيادة هي تصرف فطري يعتمد على المقومات الشخصية والشخصيات القيادية تخلق ولا تصنع ويصقلها العلم وتنظمها المعرفة، أما الإدارة فهي وظيفة قابلة للتعلم مرتبطة بالنظريات والعلم فقط وهناك الكثير من الشركات الناجحة بقيادة مدراء ناجحين لكنها بالغالب تفتقر لمستوى عالٍ من الرضى الوظيفي لطواقم العمل، بينما نجد الشركات والمنظومات التي يقودها القادة ناجحة بمستوى عالٍ جداً من الرضى.
    أسهبت
    لك الشكر والشوق دكتور بدر
    م. رائد عوض

  11. baredi1 :

    كلام جميل ورائع د.بدر
    لحديث القيادة شجون، ولقد أثرى وأضاف المشاركون بأرائهم لهذا الحديث المميز. ومن تجربتي فإن القيادة لا تقتضي بالنهاية ان تكون مديراً أو رئيساً أو صاحب سلطة، ويكفي ان تكون ملهماً بشخصيتك القيادية ويظهر هذا باهتمام من حولك بك واستشارتهم لك وثقتهم برأيك وإثارهم لك في كثير من المواضع.

    يسعدني إنضمامي لقائمتك البريدية.

    علي بن حسين السوادي

  12. Ali alshehri :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مقال رائع د.بدر
    استفدت منه كثيرا
    تحياتي
    م.علي الشهري

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.