تأمّلات حول القيادة في الشّركات العائليّة


(نستضيف د. وائل بن سعد الّراشد ليحدثنا عن تجربته في القيادة في شركات عائلية @WaielAlrashid)

تمثل الشرّكات العائليّة قاعدة الاقتصاد لدى معظم دول العالم ؛ لكنّها خيار غير مفضل للعمل لدى كثير من الّذين يملكون سجلّا ناجحا في القيادة أو لمن لديه الاستعداد الفطري أو النّظري لممارسة القيادة في منشآت الأعمال.  إنّ أسباب العزوف عن ممارسة القيادة في الشّركات العائليّة مفهومة و ليس موضوعنا هنا التّفصيل فيها لكنّ السّبب العام لهذا العزوف هو التخوّف المبرّر من عدم الفصل بين الملكيّة و الإدارة عند التّطبيق. و حيث أنّي تشرّفت بممارسة القيادة في أكثر من شركة عائليّة لسنوات طويلة رغبت في تسجيل بعض التأمّلات التي استوحيتها من مسيرتي العمليّة المتواضعة بعيدا عن التّنظير المجرّد.

حتّى ينجح القائد الجديد في مهمّته في الشّركات العائليّة عليه أن يدرس ثقافة المنشاة و ثقافة العائلة بعمق و الأهمّ أن يستوعب خطوط العلاقة التي تربط العائلة بالمنشأة. لا أبالغ إذا قلت أنّ بناء الفهم السّليم لثقافة المنشأة و العائلة و العلاقة بينهما مبكرّا يمثل نصف مسيرة النّجاح المتوقّع لأنّ ذلك سيسهّل الطّريق للقائد الجديد  لاختيار أفضل الممارسات التي يحسنها في التّعامل مع التحدّيات التي ستواجهه في بناء المنشأة و قيادتها.

على القائد أن يتذكّر العلاقة الرّسميّة له بالمنشأة العائليّة قد أنشأت تلقائيّا علاقة جديدة بالعائلة نفسها و عليه إذا أراد أن ينجح أن يفهم كلتا العلاقتين و يتعامل معهما بدقّة و مهنيّة عالية. بالنّسبة للعلاقة مع المنشأة فإنّه يحكمها في الغالب عقد رسميّ كتابي يحدّد معظم الحقوق و الواجبات و الالتزامات لكنّ الصّعوبة في إدارة العلاقة مع العائلة لأنّه لايضبطها أيّ عقد تفصيلي مكتوب!!.

إنّ غياب هذا الفهم لجانبي الارتباط في الشّركات العائليّة (العلاقة مع المنشأة و العلاقة مع العائلة) هو مايفسّر لماذا يصاحب عمليّة التخارج بين القائد و بين المنشأة العائليّة بعض الصّعوبات حيث أنّ بعض القادة لاينتبه إلى مسألة التّخارج في العلاقة مع العائلة و يكتفي فقط عمليّة التّخارج مع المنشأة!!.

إذا فهم القائد أنّه أصبح مطالبا بإدارة علاقة ذات شقّين (العائلة و المنشأة) و تحاشى في جميع خططه التّنفيذيّة حدوث أيّ تصادم بين العائلة و المنشأة فليثق أنّ رحلته مع النّجاح ستكون أقصر و أسرع و أكثر إبداعا.

يحسن أن أنبّه إلى أنّه لايحسن من القائد الجديد في الشّركات العائليّة استعجال الصّلاحيّات أو طلبها ؛ حيث أنّ هذه الصّلاحيّات ستأتيه تلقائيّا إذا حقّق نجاحات مبكرّة إدارة العلاقة بين المنشأة و بين العائلة بحكمة و حصافة.

الردود

  1. مهدي الدباغ :

    كلام سليم …
    اعرف شركة عائلية رئيس مجلس ادارتها هو الاخ الاصغر ! وذلك لتاريخه المهني و القيادي والشركات العائلية غالبا تحكمها ثقافة العائلة نفسها. وكما تفضلت بعض العائلات قد تواجه صعوبة في قيادتها وغير مفضلة …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.