ماذا اختار المدير فعلا أمام اختبار القيم؟ الجزء الثاني

سردت تدوينة سابقة قصة مدير مشاريع ناشئ ترقى بسبب ذكائه واجتهاده. وتعرض لاختبار لصعب لأخلاقياته وقيمه أثناء اجتماعه بمسؤول كبير في جهة حكومية، وانتهت بالخيارات المحيرة التي تواجه هذا المدير الشاب، وساعد القراء مشكورين بالرأي والتعليق في توجيه المدير. ولكن ماذا اختار فعلا هذا المدير؟ وماذا حدث على إثر اختياره؟

لحسن الحظ اختار صديقنا المدير الشاب الاختيار الثالث وهو أن يلتزم بالمبادئ والقيم وألا يتجاوب مع ما طلب منه. فلقد اعتذر من رئيسه بلطف عن المشاركة في هذه العملية المشبوهة مستشهدها بمبادئه، وطلب إعفاءه منها.

بل وكبر في عين رئيسه وأزداد تقديره له، واضطر الرئيس إلى الإقرار أن هذه العمل خاطئ ولكنه مضطر (في رأيه) للمشاركة في ذلك. ولكن الشاب توقف عن الإبلاغ عن العملية (كما اقترح بعض القراء)، خوفا على مستقبله الوظيفي وتخوفا من صعوبة إثبات الجرم على المشاركين.

هذه القصة مبنية على أحداث واقعية، ونهايتها كانت سعيدة هذه المرة، ولكن ليس كل اختبار للقيم يكون الاختيار المبني على المبادئ هو الأسهل.

وهناك من ينصح هذا الشاب إن كان متمسكا بقيمه فعلا أن يبدأ البحث من الآن عن مكان عمل بديل. فما رأيكم؟

الردود

  1. Pingback: ماذا تفعل عندما تضعك قيمك أمام خيارات صعبة؟ الجزء الأول | النجاح رحلة Success is a journey

  2. tariqmoustaneer :

    لا أعتقد أن إبداعه سيثمر في منظومة فاسدة
    اختار الخيار الصحيح و من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .. وتذكرني بقصة مجابهة عبدالحميد العمري الاقتصادي المعروف لإعدائه مما اظطره لترك عمله و حصل على عمل أفضل .. و لمع نجمه

    دعواتي له و أشد على يده .. لكن لنتذكر ان في كل منظمة بؤرة فساد .. و انصح كل شخص بالتوجه للعمل الحر قدر الإمكان و التخلص من العبودية الجديدة وهي الوظيفة

  3. حمود أبو ماجد :

    ذكرت سابقا أن المسألة يمكن أن تكون مجرد إختبار، وما دام ردة فعل مديره العام إيجابية ، هذا يعني أن نجح في الإختبار.
    وليس هناك حاجة لمغادرة الشركة .
    وأعتقد أن تفاصيل غائبة مثل قيمة المناقصة وحالة الشركة المالية سوف تحدد ردة فعل المدير العام تجاه قرار المدير الشاب بعدم شراء التذاكر ، أيضا مصير العلاقة مع الشخص الفاسد، وهل فازت الشركة بالمناقصة في النهاية ، كلها تعطي إجابة شافية حول النهاية السعيدة لهذه القصة .

    • balbadr :

      لذلك كانت نقطتي أن اختيار القيم ليس شرطا أن يجلب نهاية سعيدة سريعة.
      في هذه الحالة كان الحظ مواتيا ولكن في جميع الحالات يجب العمل حسب القيم.

  4. Walid Hussain :

    الموظف هو فرد داخل منظومة يتعامل مع جميع من بداخل هذه المنظومة على قدر حاجة العمل … و ما دام الفرد يعمل مع أفراد آخرين فيجب أن يعلم أن لكل واحد منهم سلوكياته و أخلاقياته و قيمه و مبادئه و يجب عليه أن يتقبل هذا الاختلاف … و بناءاَ على هذه الاختلافات ستجد البعض يختلفون معك فى الاراء و طريقة التفكير و وجهات النظر … و لن أستطيع أن أجبر أحداً على الالتزام بنفس مبادئى … خلاصة الامر أنه لو طلب منى عمل شيئاً يخالف ما أؤمن به من مبادىء (مثل شراء التذكرتين) فيجب أن أرفضه و لكن فى نفس الوقت ما دام الامر قد ابتعد عنى و قام به أحد الاخوة الزملاء فلا يجب على أن أترك المنشأة لهذا و خاصة إن كان مديرى يحترم هذا الاختلاف بين أفراد مؤسسته فأنا مسؤول عن تصرفاتى وحدى و المدير هو المسئول الاول عن طريقة تسيير العمل و النتائج و ربما يكون مجبراً على فعل عمل يكرهه … و المبادىء لا تعنى أن أكون صدامياً أو أتحدى رؤسائى فكلاً منا له مبرراته و طريقته

  5. عبدالعزيز الحميدان :

    تشكر يا دكتور على إتمام قصة الشاب المدير والذي يسعدني ما اتخذه من قرار،، والمتبقي هو البقاء او الخروج من تلك المنظومة،، فمن وجهة نظري فأرى ان يقوم بالبحث عن بيئة عمل افضل ونزيهة تساهم في استمرار نجاح مساره الوظيفي وترسي مبادئ القيم والاخلاق.

    مع خالص تحياتي …

  6. وليد :

    القيم سمعه تدوم بأذن الله في السوق اما العمل لن يدوم يوما ما لانه ربما يجد فرصه افضل، لذالك اقترح ينفذ طلب مديره ولكن بالتنسيق مع الجهات المختصة للقبض على هذا المسؤول الفاسد وبذالك أنقذ نفسه من المشكلة بطريقة غير مباشرة وأنقذ مديره وأنقذ الوطن الذي يعمل فيه وساعد في التنمية.

    شكرًا

    • Avatar photo
      balbadr@gmail.com :

      العفو وشكرا لكم على المتابعة والتعليق. ويسرني انضمامك للقائمة البريدية للمدونة.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.