متى تأكل ضفدعك؟ بين التسويف والإنجاز

قرأت كتابا مؤخرا عن أكل الضفادع. فكرته الرئيسيّة هي أنه لو أجبرت على أكل ضفدع مقرف في يوم ما ولكنك خيّرت متى تأكله فماذا تختار: أن تأكله في أول الْيَوْمَ أو في آخره أو تأكله قطعة قطعة خلال الْيَوْمَ؟ وقمت بإجراء استفتاء على تويتر عن هذا الموضوع.

سؤال غريب ولكنه مشابه لمواقف يومية متكررة. هناك دوما مهام مزعجة يجب عليك إنجازها ولكنك تكرهها، سواء كانت كتابة تقرير روتيني أو تنظيف المنزل أو الاستعداد لاختبار، وما نفعله غالبا دون تفكير هو أن نؤجلها إلى آخر لحظة ممكنة. والنتيجة هي أننا قمنا بالعمل وقد يكون بجودة ضعيفة ولكننا صرفنا وقتا طويلا في المشاعر السلبية والتثاقل والتسويف أثّر على نفسياتنا خلال كامل الفترة، فحملنا حملا نفسيا ثقيلا بالإضافة إلى الأثر السلبي للقيام بالعمل.

تخيل أن لديك أكثر من مهمة ثقيلة مؤجلة، فكم من الحمل النفسي الإضافي الذي تحمله إضافة إلى تأخير إنجاز العمل؟ أليس من الأكثر حكمة أن تنهي العمل في أسرع فرصة وتسبح في نهر من الرضى على الإنجاز؟

الإجابة بنعم على هذا السؤال يبين وجود إرادة للتغيير وروح مبادرة وهذه خطوة أولى مهمة، فلا شك إنه من الصعب المبادرة إلى إنجاز العمل الثقيل وإلا لم نشتك كلنا من التسويف، وهناك طرق متعددة تساعدنا في إنجاز المهام الثقيلة مثل:

كتابة الأهداف والمهام الرئيسية

الوضوح مهم لتسهيل الإنجاز، فعندما نعرف ما نرغب فيه وما هي تبعات الحصول عليه (والأهم تبعات عدم الحصول عليه بسبب عدم الإنجاز) يسهل علينا البدء في العمل.

ترتيب المهام حسب الأولوية

عند وجود عدة مهام للإنجاز من الحكمة ترتيبها حسب الأولوية، وحسب مبدأ باريتو والمسمى أيضا بمبدأ ٢٠/٨٠ فإن ٢٠٪ من الأعمال تعطيك ٨٠٪ من الإنتاجية المطلوب، فتلك الأعمال هي الأجدر بالإنجاز أولا.

تجزئة المهمة الثقيلة

يسهل البدء في مهام صغيرة بدلا من استجماع العزيمة لمجابهة تحد كبير، لذا ينصح بتجزئة المهمة الثقيلة إلى أجزاء من الممكن إنجاز كل منها في جلسة مثل ٥ إلى ٢٠ دقيقة.

دقيقتين فحسب

وبالإضافة لتلك الطرق هناك حيلة الدقيقتين، وهي أن تقرر أن تصرف دقيقتين فقط لتبدأ المهمة الصعبة وهناك احتمال كبير هو بعد أن تبدأ أن تستمر أكثر من دقيقتين إلى أن تنجز جزأ كبيرا من المهمة.

عودة إلى أكل الضفدع، فبالنسبة لي فإن الضب ألذ عندي وأكله أول اليوم يغنيني عن حمل همه بقية اليوم، وهذا ما أيدته نتيجة الاستفتاء على تويتر.

فما رأيك أيها القارئ؟ متى تأكل الضفدع ولماذا؟

الردود

  1. عبدالرحمن الربيعة :

    والذي يصعب الأمر عندما تبداء في عمل الترتيب وتحدي لك لانجاز المهام (الثقيلة) والدي الثقة الكاملة في قدراتي والموكل الي ولدي الرغبة والحماس في انجازها على الوجه المطلوب بوقت كافي ويتم توجيهك من مدير (ليس لديه الخبرة في المجال و الثقة في موظفيه) بإيقاف العمل بدون مبرر يتم الاحباط ولا يكون لها الهمه في حال طلب مني العمل عليها بعد وقت قليل والحماس طار . لا يكون لدي نفس باكل الضفدع .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.