أواصل في هذا المقال في الحديث عن الخصائص الخمس لفريق العمل الناجح، ولقد تحدثت في مقال سابق عن الخاصية الثالثة وهي أهمية التزام أعضاء الفريق بالقرارات المتخذة، والملتزمون هم الذين لا يخافون من المسائلة والمحاسبة على تحقيق أهدافهم الجماعية، وهذه هي الخاصية الرابعة. فما هي المساءلة؟
تعريف المساءلة
في سياق عمل الفريق فإن المساءلة تعني استعداد أعضاء الفريق لتنبيه زملائهم إلى أي أداء أو تصرفات من شأنها أن تضر بالفريق حيث أن كل فرد مسؤول عن أداء الكل. والصعوبة في تطبيق المساءلة في الفريق هي أنها تتطلب أن يعرض عضو الفريق نفسه للحرج بمحاسبته لزميله في الفريق، ويفتح بابا لحوار غير مريح، ويصبح هذا أصعب عندما تكون هناك علاقة شخصية بين الإثنين تتأثر بمساءلة مثل هذه.
كيف يتصرف الفريق الذي يتهرب من المساءلة؟
أداءه متواضع، ولا يصل إلى الهدف المنشود ويفوت مواعيد التسليم والتنفيذ، ويخلق حقدا مدفونا بين أعضاء الفريق الذين تتفاوت معايير الإداء لديهم، ويضع عبئا إضافيا على قائد الفريق لتغطية قصور الأعضاء، فكل فرد يعمل وفق طريقته الخاصة وغير مهتم بالآخرين في الفريق. حتى إذا حدث خلل ما أو خطأ توجه اصابع الاتهام بالتقصير لقائد الفريق وبذلك يتنصل الأفراد من المسؤولية الشخصية.
كيف يتصرف الفريق المسؤول؟
الكل محاسب على نجاح الفريق وذلك بالضغط على العنصر ضعيف الأداء في الفريق من أجل تحسين أداءه ومن ثم النهوض بروح الفريق لأنه في حال إن تخلف أحدهم سيتخلف الجميع بسببه، وهو فريق تتكشف أخطاءه بسرعة وبالتالي تعالج، وهو فريق مرن لا يعتمد في الوصل للهدف على القائد وتقويم الأداء الدوري فحسب.
كيف نطبق المساءلة في الفريق؟
أولا بالتعريف بالأهداف وبالخطة العامة وبحيث لا يعذر أحد بجهله، وبعدها يجب أن يعرف الجميع ما هو دور كل من أعضاء الفريق في تحقيق الهدف وما يتطلب من كل منهم إنجازه. وحتى لا تدب الفوضى في المحاسبة من الممكن تنسيق لقاءات دورية لتقويم الإنجاز يشارك فيها الجميع. وهناك خطوة متقدمة للفرق المتناغمة في جعل مكافآت الإنجاز على مستوى الفريق بدلا من على الإنجاز الفردي. ودور القائد هنا محوري في خلق ثقافة مساءلة بين الأعضاء ولا يجعل دوره في المحاسبة قويا لدرجة أن يفترض الفريق أن القائد هو وحده المضطلع بالمساءلة.
عندما تختفي المساءلة بين أعضاء الفريق على أدائهم، يركز كل منهم على أهدافه واحتياجاته الخاصة، بدلا من التركيز على النتيجة المشتركة وهي نجاح الفريق والتي هي موضوع للمقالة التالية بإذن الله…
مقال رائع..
في رأيي ، التوقيت المناسب احد أسباب فاعليه انتقاد الزملاء. لان بعض المواقف قد تسبب حرجا و ردود أفعال حاده قد يصعب تجاوزها.
احد أساليب الانتقاد الناجحة ، تقييم الأداء 360 الذي يساهم في مواجهه الزملاء والقائد من خلال ملاحظات على الأداء يمكن ان تتحول الى لقاءات متواترة لمناقشه وقياس تحسن الأداء.
شكرًا
لاشك أن توجيه النقد الآتي من زميل بدلا من الرئيس أكثر إيلاما وإحراجا خصوصا اذا لم يتسم الكياسة. وكما ذكرتم فإن إحدى الطرق الناجعة في ذلك هي تقييم الأداء الجماعي للشخص باستخدام استبانة مثلا يشارك فيها الرئيسي ومرؤوسين ونظراءه. وكون العملية مجدولة يخرج الكثير من الحرج. ولكن هناك حالات الخلل الطارئة التي قد تستدعي تدخلا من الزميل وهنا لا غنى عن الصراحة مع تقليل الحرج بالأسلوب.
شكرآ على المقالة
من المهم جدا تقبُّل جميع الأعضاء للنقد بصدر رحب ولابد أن يبدأ القائد بتهذيب ذاته لتقبل النقد.
من ناحية أخرى، هناك ثقافة للنقد يجب تبنيها:
١. نقد العمل لا الشخص
٢. البدء بالنقاط الايجابية والشرح التفصيلي للنقاط السلبية في نظر الناقد
٣. النقد عن طريق المسائلة وليس اللوم و التقريع
٤. محاولة الوصول الى جذور المشكلة وليس ظاهرها
٥. محاسبة النفس أولاً
٦. استمرار النقد في حال التقدم كما في حال التعثر
للأسف الكثير من الفرق تفشل بسبب سوء التطبيق لثقافة النقد، فالقائد (او الرئيس) فقط مسموح له بالنقد و عندما يعتقد هو ان النقد صار ضروريا لتقويم شخص وليس عمله
أخي حسين
أشكرك على توضيح طريق لتحسين وتخفيف حساسية عملية النقد لتكون مبنية على التصرفات وليس الشخصية.
Pingback: كيف يفوز فريق لا يركز على تسجيل الأهداف؟ | النجاح رحلة Success is a journey
كلام رائع
Pingback: ماهي الخصائص الخمس لفريق العمل الناجح؟ | النجاح رحلة Success is a journey
Pingback: الإجماع: شلل يؤدي للفشل | النجاح رحلة Success is a journey
اضاءة جميلة أخي الكريم بدر. برأيي السبيل الوحيد لنجاح المساءلة الجماعية هي بجعل ذلك ثقافة مؤسسية. أذكر موقف حدث لبعض المتأخرين عن الحضور باكرا لدورة لبعض موظفي شركة من شركات سابك. كان كل من يأتي متأخرا يتعرض لنكتة ساخرة من الكل وترى الضحكات الساخرة لعدم التزامه. اذا وصلت ثقافة المؤسسة لمستوى نقد الأقران لكل ماهو غير احترافي بشكل متواصل ، يتحسن الأداء وتتم صيانته ذاتيا وحتى بعيدا عن أعين المشرفين