طلب ملح من الجيل القيادي الصاعد للقادة والإداريين والتنفيذيين لأن يفتحوا عن قلوبهم ويشاركوا الآخرين بالكتابة عن تجاربهم وخبراتهم، هذا كان أهم ما برز لي من تحليل استطلاع لقراء المدونة. ففي مقال سابق طلبت منكم التكرم بالمشاركة في استبانة حول المدونة، حاولت من خلالها أن أفهم أكثر ماذا يتطلع إليه قاريء المدونة، سعيا لجعلها أكثر فائدة له أو لها. فأشكركم على تفاعلكم وأقدر لكم الوقت الذي استقطعتموه من جداولكم المشغولة. وأصدقكم القول أن عدد الردود فاق توقعاتي. ولقد استفدت الكثير من اسهامتكم وصراحتكم في الإجابة، خصوصا ممن تكرم من المشاركين بإضافة ملاحظات واقتراحات.
وبمقدار ما لمسته من فائدة في اقتراحاتكم، آثرت ألا أستأثر بها لنفسي، بل أشارككم إياها ليستفيد منها مدونون آخرون. والحلم الأكبر أن تكون هذه النتائج مع ما فيها من طلب متكرر للإفادة من تجارب التنفيذين العرب، أن تكون محفزة لنظرائي في المجال لدخول عالم التدوين.
وفيما يلي أدرج أهم الأسئلة في الاستبانة مع تحليل للإجاباتها:
ماهي الفائدة المرجوة من متابعة المدونة؟
كان هذا السؤال يسمح باختيار أكثر من إجابة. وبينت الإجابات أن أكثر فائدة متوقعة من المدونة هي الاطلاع على تجارب شخصية يتلوها الاطلاع أفضل الممارسات العالمية ثم التعرف على فكر مختلف. وبجمع الإجابة الأولى والثالثة يتبين أن أكثرية المشاركين يتطلعون إلى التعرف على تجارب وفكر قيادي محلي وأيضا تجارب عالمية. ومن التعليقات التي أدرجت: “المهم كيف استطعت استخدام افضل الممارسات العالمية لتحقيق تجربة سعودية ناجحة”.
ما المواضيع التي يرغب أن تتطرق إليها المدونة؟ \
كان هذا السؤال أيضا يسمح باختيار أكثر من إجابة. وبينت الإجابات أن أكثر المواضيع اهتماما هو القيادة، ثم النصائح المهنية، ثم ريادة الأعمال ثم عمل الفريق (والذي كنت قد أدرجت له سلسلة من المقالات في المدونة). ومن التعليقات التي أدرجت: “Case studies من الواقع السعودي. تحليل أشبه بما يُنشر في هارڤارد بيزنس ريڤيو، لكن من الواقع المحلي”. وهذه لا شك مفيدة ولكن الجهد في إعدادها أكاديمي وكبير. وطلب أيضا التطرق لتطوير المنظمات والموارد البشرية وخدمة المجتمع.
كيف سمعت لأول مرة عن مدونة النجاح رحلة؟
أما عن كيفية الوصول للقاريء فإن الردود تبين أن تويتر هو أكثر الوسائل ذكرا يليها لينكدإن ثم فيسبوك. وقد يكون سبب هذا التوزيع محدودية استخدامي واستخدام القراء لفيسبوك مقارنة بتويتر ولينكدإن، وتوجه هذه الوسيلتين لقطاع الأعمال بشكل أكبر.
ديموغرافية المشاركين
فكما ترون من الرسم البياني فإن نصف المشاركين في الاستطلاع كانوا في جيل الثلاثين وهم في الغالب في مرحلة منتصف المسار المهني والتي يبقى فيها الحماس ولكن يميزها النضوج، فهم ليسوا حديثي تخرج ولا قريبي تقاعد. وكان خمس المشاركين من النساء.
اقتراحات لتحسين المدونة
في نهاية الاستبانة تركت مساحة مفتوحة للتعليق تكرم فيها المشاركون بتقديم مجموعة متميزة من الاقتراحات والتي سأذكرها بتصرف:
- استعراض المزيد من التجارب الذاتية، وذكر بعض تحديات التي واجهتك، خاصه بدايه الامر، ونقاط التحول في مسيرتك العملية.
- استكتاب زملاء أخر في المدونة لنسمع تجاربهم، ممكن اضافة تجارب واقعية ودروس مستفادة مثلاً خبرات رجال وسيدات أعمال غير معروفين اعلامياً.
- ذكر بعض نقاط الضعف في المنشآت الحكومية والخاصة وتحليل ذلك عن طريق المدونة وذكر الحلول.
- أرجوك توقف عن إعادة تدوير مايُكتب في القيادة والإدارة، قراؤك مطلعون على المصادر الإنجليزية والعربية في موضوع القيادة (جرير مابقت شي ماترجمته)، نريد تجارب شخصية وحقيقية من غرف الاجتماعات التنفيذية السعودية المغلقة. أمثلة محسوسة وواقعية وتستطيع من خلال موقعك التنفيذي الحديث عنها بدون ذكر أسماء أو معلومات حساسة.
- اقترح لو يكون المحتوی مناسب لجميع المستويات الفكرية حيث ان بعض المصطلحات هي تحتاج لشرح.
- أن لا تتجاوز المقالة الصفحة الواحد و الاختصار والايجاز.
- تدعيم المقالات بالأمثلة لتوضيح المفاهيم خصوصا الجديد.
- إضافة الصور والفيديو بما يخدم مواضيع المدونة.
أشكر كل التشجيع الذي أتاني طالبا مني الاستمرار وتصحيح المسار، وأطرح أراءكم أمام التنفيذيين وقادة الأعمال العرب: فهناك مطلب ملح موجه لكم لتدونوا تجاربكم لنستفيد منها، ولكن مع ذلك أقول لمن طالب: إنني أوجه طلبكم أليكم أنتم ذاتكم فأنتم قادة ولديكم خبرات فأبدؤا بمشاركتنا بها. ومن جهتي أرحب في هذا المدونة باستضافة مقالات منكم تحكي تجارب شخصية في القيادة. بإمكانكم التواصل معي في آخر صفحة تعرف علي