ما هو أسلوبك في القيادة؟
أخذني على غرة هذا السؤال الذي سألني إياه صحفي مؤخرا. فالقادة يعملون وينجزون يوميا دون أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال أو يحاولوا تحديد أسلوبهم.
أسلوب القيادة يتشكل عبر الخبرات المتراكمة التي يواجهها القائد والتجارب والأخطاء والدروس التي يتعلمها منها. ويعني ذلك أن أسلوب القيادة في حياة القائد ليس ثابثا بل يتغير ويتطور حسب نضجه وخبراته من جهة وحسب طبيعة الموقف وظروف المرحلة من جهة أخرى.
وبالتفكير في أسلوبي الحالي وجدت أنني من الممكن أن أصفه بأربع خصال هي:
التمكين مع المحاسبة
التمكين يعني تفويض قادة الفرق بإنجاز مهام عملهم مع إعطائهم الصلاحيات والموارد اللازمة للنجاح بحيث يتصرفون كقادة بالفعل. ولكن مع التمكين تأتي المسؤولية والمسؤولية تتبعها محاسبة للتأكد من الإنجاز. وهكذا فإن المراجعة والمحاسبة بحاجة إلى وقفات دورية.
تقديم السرعة على الكمال
سرعة الإنجاز نسبية وتعمد على مجال العمل وعلى الثقافة المؤسسية للفريق، فتتفاوت وتيرة العمل بين جهة خدمية مباشرة مثل فندق أو مستشفى من جهة أو مركز دراسات من جهة أخرى. وسرعة الإنجاز تقاس مقارنة بالمنشآت المماثلة، وهي تحسب بمؤشرات أداء وقتية. فعندما تركز ثقافة المؤسسة على الكمال بغض النظر عن السرعة يتباطأ الإنجاز (وهذا ما يحدث كثيرا في المؤسسات الحكومية مثلا). وبالطبع مع السرعة من المهم التأكيد على من حد أدنى من الجودة.
الصراحة والحوار بدلا من المجاملات
في كثير من المنظمات تقدم المجاملة والتوافق الظاهري على الصراحة وبالتالي يضحون بفرص لاكتشاف الأخطاء مبكرا وتصحيحها وفرص للنقد والتحسين. فمن المهم أن تكون العلاقة بين أعضاء الفريق جيدة وصحية ولكن من المهم أيضا أن يتقبلوا النقد والتصحيح من الزملاء والرئيس بسعة صدر، وأن تسمى الأمور بأسمائها من خطأ أو تأخير أو إهمال وعدم تذويقها أو الاكتفاء بتبريرها، دون أن تؤثر ذلك على العلاقة. ومن المهم أيضا أن توضع الأهداف والخطط بالمناقشة بين الجميع بحيث يكون هناك تبني للخطط. (وهناك سلسلة تدوينات عن بناء الفريق وعن أهمية الصراحة)
الجرأة في اتخاذ قرار ولو خالف الحكمة السائدة
“وجدنا آباءنا كذلك يفعلون”
هو وصف قرآني لمن يتبع الطرق السائدة بعض النظر عن حكمتها. فعندما تتسلم قيادة منشأة عريقة ستكون هناك مواقف عديدة يشار عليك أيها القائد فيها باتباع الطريقة السائدة، ولكن الوصول لنتيجة مختلفة عما سبق انجازه (او العمل بسرعة مختلفة) يتطلب فكرا وعملا مختلفا عما سبق. ولهذا من المهم إدراك الحاجة للتغيير وعدم التخوف من سلوك طريق جديدة رغم وجود من سيحذر القائد منها.
ولأنني لازلت أعتبر نفسي في خضم رحلة النجاح في عملي ولم أصل بعد، فمن المبكر الحكم النهائي على نجاح أسلوب القيادة هذا ولكنه الأسلوب الذي أرى نفسي استخدمه بكثرة. وأدرك أنه من الممكن يؤدي إلى اصطدام مع البعض أو عدم استمراري في العمل مع آخرين لذا أذكر نفسي (وأعترف بأنني أنسى نفسي أحيانا) بدعم جسور علاقات العمل، ولكن في الخلاصة أسعى أكثر إلى الاحترام المتبادل بدلا من الحب والصداقة في حد ذاتهما.
أعتقد أن تعرف القائد على أسلوبه القيادي يساعده على تحسين أدائه وتدارك أخطائه. والتعرف من الممكن أن يكون بمراجعة ذاتية أو سؤال أعضاء فريق العمل، وهو الأفضل.
والآن بعدما كشفت أوراقي أسألك أنت أيها القاريء القائد أيضا: ما هو أسلوبك القيادي حاليا؟
تدوينة ثرية. أقترح أن تؤلف كتابا بالانجليزية يتحدث عن تجربتك الأكاديمية ومن ثم تحولك إلى مجال الإدارة. أؤمن أن هناك الكثير والغزير في جعبتك.
شكرًا على الاقتراح. وسعيد ان المقال أعجبك.
مقال ثري جداً
بالنسبه لي لا أختلف كثيرا ولكن في بعض الاحيان لابد أن تكون مديرا وليس قائدا
إعطاء الصلاحيات والتفكير بصوت جماعي والاقتراحات والانتقادات مقبوله من كل العاملين مع الشكر والامتنان أدت لتحسن الأداء وزيادة الانتاجيه وخلقت التنافس بين الفريق
خلقت ساحة حرب ناعمه بين الادارات للوصول الى أعلى طاقه انتاجيه وبذات الجوده العاليه أيضا ولله الحمد
أصبح التواصل عاليا وجيدا بين الفريق بسبب رسالتي لهم (( لن أكون مركزيا ولن أكون رسولا بين الفريق))
نتائج إيجابية تحققت من التركيز على الادارة بدلا من القيادة احيانا. شكرًا للمداخلة.
مقال جميل بالفعل لم يتبادر الى ذهني في يوم من الايام ان اسأل نفسي عن اسلوبي ..
المقال نبهني الى مراجعة بعض الاساليب المستخدمة ..
تحياتي ,,,
شكرًا حسن. كان ذلك هو شعوري ايضا.
تدوينة رائعة.
التدوينة ذكرتني بأسلوب احد افضل/اسوء المدراء الذين عملت معهم. كان ذو افكار مبتكرة وقام بتطبيق نظريات جريئة تحدى بها كثير من اعضاء ادارة الشركة واثبت جدارته بنجاحها لدرجة تطبيقها من قبل من اعترضوا عليه. كما انه كان صريح جدا في نقده ومحاولة جعلنا نتبنى هذا الاسلوب، لكن بحكم اننا فتيات فالمجاملة والخوف من جرح المشاعر وغيرها من الاعتبارات قلبت المعادلة تماما.
للاسف خبرتي في العمل الفردي اكثر منها في القيادة وبحكم حداثة عهدي بالقيادة الجماعية ف لازلت اشكل اسلوبي من خلال تبني عدة اساليب وتطبيق المناسب منها على اختلاف شخصيات الفريق.
شكرًا للمداخلة. هناك جانب عن ملاءمة الأسلوب للوضع الراهن وجانب آخر هو كيف يغير القائد من السلوكيات ومنها المجاملة الزائدة.
رائع ما كتبته دكتور/ بدر اشكرك…. متابع لك واستفيد حقيقة مما تضيفة.
أسعدني ذلك. شكرًا عادل.
مقال جيد ذو أبعاد و أهداف تنموية لشخص القائد الطموح الراغب لإثراء ما لدية ليستفيد من حوله لتحقيق النجاح على المستوى العملي و العلمي. بالتوفيق
شكرا لتعليقك وارجو لكم الغائدة
بصراحة مقال ممتاز و استفدت منه وخصوصاً لأني أقبلت على مرحلة قيادية جديدة
والمشكلة كلها في اتخاذ القرار
يعطيك العافية
يسعدني أنك استفدت منه. وأتمنى لك التوفيق أخي صالح في مرحلتك القيادية الجديدة. ولعلك تنضم للقائمة البريدية للمدونة لتصلك التدوينات المستقبلية. وشكرا على مرورك وتعليقك.
اول حاجه انا في بداية مرحلتي القيادية ، وللامانه استفدت كثير في المقال واول شي عنوان المقال اللي مايخطر على بال الكثير وهو مهم جداً متشوق جداً فيما تبقى لي معرفته والاستفاده منه في هذا الكتاب الثمين .
يسعدني أنك استفدت، وشكرا لتعليقك.