عند لقائي برئيس تنفيذي جديد لتهنئته بالمنصب والتحدي الكبير، سألني بعد التهاني والتمنيات: ما هي -في رأيي – مسؤوليات الرئيس التنفيذي؟
فأجبته: بأنني متأكد أنه لم يصل لهذا المنصب إلا لأنه يعرفها جيدا، ولكن قلت له لأسمع إجابتك أولا ثم أعلق، فوافق …
قال: “الرئيس التنفيذي هو المسؤول الأول عن تسيير أعمال الشركة وهو المسؤول الأعلى عن نتائجها أمام مجلس الإدارة والشركاء والمجتمع، لذلك هو يقود الشركة للسير على الطريق المرسوم لها.”
وأضفت: ” صحيح، وهذه مهمة سهلة في التعبير صعبة في التنفيذ أخذا في الاعتبار أن الشركة هي محصلة عمل العديد من الأجزاء والمكونات والأفراد والقادة وتتأثر بالظروف المحيطة، وهو في هذا مثل قائد الأوركسترا الذي ينسق أداء الجميع باختلاف أدوارهم. ولكن ما قصدك بالطريق المرسوم للشركة، فمن يرسمه؟”
فأجاب: “رسم الطريق للشركة (أو ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي) هو رأس أعمال الرئيس، والمتوقع منه أن يرسم ملامح للخطة الاستراتيجية بالتعاون مع فريق القيادة بالشركة وباعتماد من مجلس الإدارة. وبافتراض أن الخطة تتطلب تغيير مسار الشركة فإن من صميم عمل الرئيس التنفيذي هي إدارة التغيير حيث أنه هو الشخص الأول الذي يبدأ في التغيير في المنشأة وهو المسؤول عن تهيئة الموظفين لهذا التغيير وتقبله وتشجيع غيرهم عليه. “
قلت: “وكأن التغيير عملية سهلة حسب تعبيرك؟”
فاستدرك: “بالطبع لا، فالتحدي هنا هو أن الشركات وتلك الناجحة حاليا منها لا تحبذ أو تفكر في التغيير أو التطوير وقد تقاومه. فالرئيس مسؤول عن إقناع الجميع بالحاجة للتغيير وقد يكون ذلك باقتناص الفرص والدخول في أسواق جديدة واستشراف المستقبل لمحاولة معرفة توجه السوق لاستغلال هذه الفرص قبل ان يستغلها المنافسون.”
أنا: “جميل، تطرقت للتعاون العلاقة بين الرئيس وفريق القيادة بالشركة، فما نوع هذه العلاقة؟”
فقال: “عمل الرئيس التنفيذي يقتضي إدارة المدراء وتحفيزهم والتأكد من أنهم يقودون بنفس الاتجاه وإن اختلف أسلوبهم، وهو أيضا مسؤول عن تقييم أدائهم والرقابة عليهم والتأكد من أنهم لا يخالفون قيم الشركة أو الأنظمة السارية. وهو يساند المدراء ويساعد في حل العقبات التي تواجههم. فمن صميم عمله أيضاً إدارة الأزمات بتفاديها بالأصل ومواجهتها إن حلت بالشركة.”
فسألته: “أحسنت. تحدثت عن المدراء، فما دور الرئيس تجاه بقية موظفي الشركة؟”
فرد: “من المؤكد أن دوره إنساني بشري بالدرجة الأولى فهو مسؤول عن جس نبض الشركة ومعرفة شعور الموظفين تجاه الشركة… هل هم متحمسون ويريدون تحقيق الأهداف أم محبطون وخائفون، ثم عليه التعامل مع ذلك.”
ثم أردف ضاحكا: “بدأت أسألك ثم أصبحت أنت من يسأل!”
فأجبت: “بل أستمتعت بإجاباتك وأتوقع لك النجاح بإذن الله إن طبقت ما ذكرت، وركز في التسعين يوما القادمة، وأرجو أن نتحدث لاحقا عن كيفية تطبيق هذه المسؤوليات.”
اتفق مع جميع ماقلته يادكتور بدر ، وقد يتضح لي بانك تطرقت لدور الرئيس داخل الشركة ولم تتطرق لدور الرئيس خارج الشركة . وانني ارى ان للرئيس دور خارج الشركة ايضا مثل بناء علاقات مع العملاء والشركاء والموردين وخلافه والمساهمة في بناء اسم الشركة في المحافل الخارجيه ( كالمؤتمرات مثلا)
إضافة ممتازة أخي محمد
Pingback: ماهي المهام اليومية للقائد؟ حوار مع قائد جديد | النجاح رحلة Success is a journey
كلام دقيق وصحيح ، فعلاً الرئيس التنفيذي هو قائد دوره تحريك اتباعه نحو الهدف ، وهذا يكون بالتحفيز والالهام وباستعمال ادوات الادارة . سهلة التعبير وصعبة التنفيذ ولكن غير مستحيلة ، تكمن صعوبتها في تفهم نفسية الموظفين وتلبية رغباتهم الشخصية وتوجيه دوافعهم وادارتهم في مصلحة العمل.
صحيح فهي عملية بشرية في المقام الأول. شكرًا لتعليقك الرائع.
تجسيد تلك النصائح بقالب حواري .. أعجبتني .. الفكرة .. وأعجبني ..المضمون
سؤال: عندي سؤال لك يادكتور.. ليس له علاقة مباشرة بهذه التدوينة ..
لو كنت رئيس تنفيذي في شركة كبيرة.. يعمل فيها سعوديين وعرب وغير عرب بعضهم في مناصب تنفيذية .. المشكلة أن كل الأجانب لايتحدثون اللغة العربية وكذلك بعض العرب والسعوديين لايجيدون اللغة الانجليزية .. ماهو الحل في رأيك للتواصل؟ ماهي اللغة الرسمية للشركة (عقود وسياسات وايميلات وخلافه) كذلك الاجتماعات ..
اقتراح: اعجبتني فكرة أحد رواد الأعمال وطريقته في التعامل والتفاعل مع محيطه ومتابعيه .. يستقبل الأسئلة صوتيا ويختار سؤال ويجاوب عليه بصوته .. كل يوم على ما أعتقد ..وينشره في الساوند كلاود https://soundcloud.com/askpat
سعيد أن القالب الحواري أعجبك أخي حاتم.
مشكلة اللغة تتكرر بكثرة في بيئة العمل هنا. وهي سهلة نوعا ما في التخاطب المكتوب والذي من الممكن ترجمته ولكنه أصعب في الخطب والكلمات للموظفين. الحل عندى أنني أبني على الأغلبية وأوفر ترجمة فورية للغة الأقلية.
وفكرة تقبل الأسئلة وإجابتها جميلة، ومن الممكن أن أتبناها جزئيا لو تردني أسئلة دوريا.
وأشكرا اهتمامك.