لا أنسى موقفا محيرا مر بي شكل مفترق طرق، وكنت أميل إلى أن اتخذ قرارا مباشرا وسريعا في الموضوع بحسب حدسي، ولكن بعد دراسة متأنية وسماع رأي الفريق أتضح لي أن افتراضاتي كانت خاطئة وأن القرار لو أتخدته بناء على الحدس لكانت نتائجه كارثية، وفي المقابل كان هناك موقفا ضاعت فيه صفقة مغرية بسبب التأخر في القرار انتظارا للدراسة والتداول.
يواجه القائد في عمله اليومي مواقف وأسئلة ومشكلات تتطلب قرارات. وليس من المبالغة القول أن نجاح القائد مرتبط بصواب القرارات التي يتخذها.
طريقتان لاتخاذ القرار
هناك طريقتان رئيسيتان لاتخاذ أي قرار سواء حياتي أو قيادي هما:
- القرار الخاطف المبني على الحدس.
- القرار المتأني المبني على دراسة.
و مما يحيرني عند مواجهة موقف بحاجة لقرار هو هل من الأفضل أن أبذل الجهد وأنتظر للحصول على نتيجة الدراسة المتأنية أم أعتمد على الحدس واتخذ قرارا سريعا؟
هناك قدر كبير من عدم الثقة بالغريزة والحدس بين قادة الأعمال اليوم، فالمحللون والمستثمرون والمنظمون يريدون أن يروا أرضا ثابتة يقيمون عليها قراراتهم، لكن حتما فإن الحدس أحد وسائل تكوين الرأي جنبا إلى جنب مع البرهان والتجريب.
قوة الحدس
أعجبنى كتاب عن الموضوع هو Blink: The power of thinking without thinking لـ “مالكولم جلادويل” . ففيه يبين أن الحدس والغريزة لا يمكن أن يكونا على حق دائما، ولكنهما أداتان قويتان في صناعة قراراتك. فالدماغ البشرى قادر على أن يحكم على موقف ما لحظيا، وفي أحيان معينة تكون هذه القرارات أو الأحكام أفضل من تلك المبنية على التحليل الواعي، ولكن في أحيان أخرى تقودنا لخيارات خاطئة وإساءة الظن والحكم في الآخرين.
وحسب الكتاب فإننا نستخدم الحدس أكثر مما نعترف أو ندرك، بل أننا كثيرا من نقوم بالتحليل والدراسة بهدف تأكيد حدسنا، وهذا ما أعترف بفعله أحيانا. و من مزايا استخدام الحدس أن قرارته تصيب كثيرا لأنه يصرف النظر عن كثير من التفاصيل غير المهمة ويركز على العوامل الرئيسية فقط، ولأنه سريع. وفي المقابل فإنه يتأثرلاواعيا بالأحكام المسبقة والتحيز مما يضلل صاحبه.
كيف ومتى تستخدم الحدس
فبالتالي علي كقائد معرفة متى استخدم الحدس في قراراتي. فاستخدام الحدس بشكل فعال هو مبني على القراءة الواقعية للموقف، فمن أهم العوامل التي تشل القدرة على فهم الآخرين وقراءة تعبيرات وجوههم ومواقفهم هو التوتر والذي كثيرا ما ينتج عن موقف صعب أو ضغط الوقت، وهذا من أهم أسباب انقلاب الحدس إلى ارتجال. وأفضل طريق لتجنب ذلك هي الهدوء والتأني وتقليص مصادر التوتر قبل اتخاذ القرار.
ولتجنب التأثير السلبي مما تخزنه نفسياتنا من تفضيلات وأحكام مسبقة والتحيز والعنصرية وتحامل ورأي مسبق وتعصب، يجدر بنا أن يكون على وعي بما نختزنه من أحكام مسبقة لألا نضلل حدسنا. ويساعد أيضا الانفتاح على أفكار وتجارب الآخرين من خلال التعارف والمقابلة والتواصل. ومما أحاول أن ألتزم به في عملي هو أن تكون القرارات المتلقة بمساعدة الآخرين حدسية ومباشرة.
على إثر قراءتي للكتاب أصبحت لدي ثقة أكبر في الحدس والأن أعطي وزنا أكبر للقرار الحدسي. وفي نفس الوقت أتقبل الانتقاد أو التوجيه من الآخرين في حال كان القرار مبنيا على افتراضات خاطئة.
ولكن هل هناك نوعية من المواقف أو القرارات التي يكون فيه غالبا الحدس أفضل من التفكير المتأني؟ يسعدني أن أسمع من خبرتكم في التعليقات أدناه…
نحتاج إلى تنمية واستثمار قدراتنا على التفكير الحدسي والتفكير التساؤلي، فقد تعلمنا لسنوات طوال كيف نجاوب ما نسأل! وأن لا نثق بحدسنا !
اي دراسة لا تبدأ الا بالحدس اولا. ثم يأطر هذا الحدس ويدعم بالدراسة المتأنية للاطمإنان على جدوى هذا الحدس. فكلاهما ( الحدس والدراسة) مرتبطان.
اما الاعتماد بالحدس فقط بعتبر مغامرة .
اذا كان الحدس مبني على تجارب سابقه مشابهه فاكيد نتيجة الحدس ستكون ايجابيه ولكن يبقى التحليل والاخذ بالاراء له جانب اكبر من النجاح وسابقا قالوا خذ راي الاكبر والاصغر وبعد ذلك تدبر
صحيح. وهناك ايضا جانب الوقت المتاح للتفكيروالخوف من ضياع الفرصة بالتأخير.
شكرًا للمشاركة.
بالتأكيد القرار المبني على دراسة هو الأفضل .. لكن في بعض الأحيان نضطر لإصدار قرار سريع يناسب الموقف
احترم رأيك وإن كان مؤلف الكتاب يقول ان القرار الحدسي حتى لو كان الوقت كافيا احيانا يكون أصوب. شكرًا للمشاركة.
أميل إلى الحسد أكثر، اجمع أكثر قدر من المعلومات وبشكل سريع وإذا كان يعزز حدسي، اتوكل على الله وانطلق.
قصدك الحدس. شكرًا للمشاركة.
بالضبط، الحدس
Pingback: أربع خطوات بسيطة لحل المشكلات العويصة | النجاح رحلة Success is a journey