لاشك أن نجاح الفريق يكتمل بالتنسيق والتعاون المثمر بين القائد وبقية أعضاء الفريق. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الأهم للنجاح كون القائد فعالا أم كون الفريق فاعلا؟
فهناك مدرسة تقول أن نجاح الفريق مبني على كون كل أو أغلب أعضاء الفريق فاعلين وقادرين ومتناغمين، وفي فريق مثل هذا فإن القائد يحصد نتيجة عمل الفريق ولكن ليس هو مسؤولا عن نجاحهم بالضرورة. وهناك مدرسة تقول أن القائد الناجح هو من يستطيع أن يصل بالفريق بالنجاح حتى لو لم يبدأ بفريق فاعل.
النجاح ألوان وأنواع. ولكن الجواب في رأيي من شقين هما يجب أن يكون القائد فاعلا ويجب أن يكون الفريق قادرا…
ولكن يندر أن يكون جميع أعضاء الفريق فاعلين ابتداء، وبالتالي فإنه بسبب جهود القائد في اختيار أعضاء الفريق وتهيئتهم ثم دمجهم ليصبحوا بدلا من مجرد مجموعة من الأفراد فريقا. فبالنهاية لن ينجح فريق إلا إذا كان رئيسه فاعلا وأيضا عدد كاف من أعضائه فاعلين.
لا أظن أن هناك من يختلف معي في أهمية دور القائد في نجاح الفريق. فعلى سبيل المثال رأينا أمثلة متعددة لوزارات وشركات اختلف أداءها بشكل جذري بعدما تغيير قائدها الذي على قمة الهرم، مع أن أغلب الموظفين لم يتبدلوا.
كيف يساعد القائد في نجاح الفريق
تكمن أهمية دور القائد في رأيي في التالي:
- القائد هو من يوجه عملية صياغة رؤية وأهداف الفريق وبالتالي اتجاهه فكثير من الفرق تصل بعد جهد ووقت لنتيجة ولكن قد يجدوا بعد ذلك أن الهدف لم يكن هو المنشود أو أن الظروف تغييرت وكان أجدر بهم تغيير المسار.
- القائد هو من يوزع الأدوار بين الأعضاء ويتأكد أن المهام المطلوبة مغطاة والأعمال تتكامل بينها وبالتالي تنجز الخطوات اللازمة للوصول للهدف.
- القائد مسؤول عن تحفيز أعضاء الفريق لاخراج أفضل أداء لديهم وتذليل الصعوبات أمامهم للوصول للهدف، ويتأكد ذلك في ظل معرفة أن أصعب معوقات الإنجاز مرتبطة بالناس ونفسياتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض.
- يفترض بالقائد أن يشرف على عملية إدارة الإداء كاملة بما في ذلك التقييم والمحاسبة والمكافأة والتي تساهم في التحفيز، وتحدد استمرارية أعضاء الفريق.
ولقد تناولت في سلسة تدوينات خصائص خمس لنجاح الفريق، وفي تدوينة أخرى ممارسات ينجح بها الفريق في أصعب مهامه.
وعودة على السؤال الافتتاحي، فجوابي هو أن الأفضل هو أن يكون الفريق مكونا من قادة كل منهم تتجلى لديه خصائص القيادة.