أنت في طريقك عائد إلى موعد مهم في مكتبك تحت حرارة شمس منتصف ظهيرة يوم صيف وسط جو مشبع بالغبار ومع تزايد تأخرك عن الموعد بسبب الزحام الخانق الذي تفاقم بسبب الغبار يتعطل تكييف السيارة فلا تستطيع إغلاق نافذة السيارة ولا تستطيع فتحه. ثم تصل متأخرا فتجد موعدك المهم قد انتهى.
ثم يقابلك في الممر بعدها مباشرة أحد موظفين يطلب منك موافقة استثنائية في موضوع شخصي، فتنفجر فيه وتتهمه بعدم الإحساس واللامبالاة وخرق الأنظمة. وإن فكرت في ردة فعلك هذه لاحقا من المحتمل أن تندم عليها وتتمنى أنك فكرت قبل أن ترد.
ردة فعلك هذه استجابة آلية بناء على دائرة مغلقة من فعل وردة فعل، ولكنك عاقل ومسؤول عن تصرفاتك فبالتالي من المفترض ألا ننساق لردة الفعل الآلية دون تفكير مبني على حس من المسؤولية، وهذه القاعدة مفيدة أيضا في التعامل مع المصاعب التي تواجهك.
دائرة الهموم
تؤثر عليك في حياتك الْيَوْمَية أمور كثيرة مثل الاقتصاد وحالة الجو والسياسية وأخبار الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية، وهي أمور قد تعكر مزاجك بل وتقلص من انتاجيتك، فيما أنه لو فكرت فيها بعمق ستجد أنه من المستحيل تغييرها. فهي أمور نهتم لها لأنها تؤثر علينا ولكن لا نستطيع التأثير فيها فهي ضمن “دائرة الهموم”.
التفكير والقلق وحمل الهموم حول هذه الأمور غير مجد، ومضيع للوقت، ومشتت للتفكير، ويسبب الضغط النفسي، فكأنك تدفع حائطا لا يتحرك. الأجدى التركيز على “دائرة التأثير” وهي الأمور التي باستطاعتك تغييرها مثل طريقة استجابتك وردة فعلك والأهم من ذلك طريقة تفكيرك التي بإمكانك التحكم فيها.
لديك دائما خيارات
إذن كيف تستجيب لأمر قاهر يؤثر فيك ولا تستطيع دفعه؟ فهناك ما يفعله الكثير من الناس من التوتر والقلق والهم ثم التشكي والتذمر وحمل الهم ومن ثم الحقد على من يتوقع أنه المتسبب، مما قد يتطور إلى المرض النفسي لا سمح الله.
فهذا أمر أنت لا تستطيع تغييره ولكن تستطيع اختيار استجابتك…
فإذا في حالة الجو السيء مثلا، أفضل استجابة هي أن تغيير الاستجابة الآلية من النكد والهم إلى التعامل مع ما يمكن تغييره، وهو مزاجك. فمزاجك تحت تصرفك ومن الممكن أن تختار استجابتك لحالة الجو من تكدر أو تحمل وعدم اكتراث إلى تقدير وسعادة لإمكانية أن تكون أسوأ.
أما بالنسبة لأهم الأمور التي تؤثر عليك كالوضع الاقتصادي وتداعيته المباشرة مثل زيادة تكاليف المعيشة وخفض الرواتب والمزايا إلى التسريح بسبب إلغاء الوظيفة، وهي أمور تمسك مباشرة ولكن ليس بيدك الكثير لتغييرها، فعليك أن تسأل نفسك ماذا تستطيع أن تفعل؟
- فهل اقنعت نفسك أنه بالفعل ليست لديك خيارات؟ ولكن في الواقع من الممكن أن تختار استجابتك:
- هل سألت نفسك هل من الممكن أن تجد فرصا عمل أفضل حتى وإن تغربت عن مدينتك أو وطنك؟
- ألا تفتح لنفسك باب دخل إضافي من خلال الاستثمار أو تعمل في وظيفة إضافية خارج الدوام؟
- هل تعمل عن بعد عن طريق الإنترنت لإنجاز أعمل في البرمجة أو المحاسبة أو التصميم أو الترجمة؟
- ماذا لو تبادر بعمل تجاري أو ريادي يبدأ صغيرا ولكنه قابل للنمو؟
- وفي أضعف الإيمان هل تقبل بالواقع والتضحية مؤقتا على أمل تحسن الأوضاع مستقبلا (والقبول هذا لن يغير الواقع الحالي ولكن يسهل التعامل معه)؟
والآن هل تكتفي بالهم والقلق أم ستختار استجابتك؟
مقال رائع جدا يحكي واقعنا فنحن في كثير من الاحيان تصل بنا الحال في مواجهة مشاكلنا كمن يحارب بسيفه الحاد ريحا عاصفه …..
لن يحصل على نتيجه رغم الجهد المبذول الا اذا غير اسلوبه في الدفاع واداته
شكرا لرقي الحرف وروعته
كلام في الصميم
مقال رائع جدا يحكي واقعنا فنحن في كثير من الاحيان تصل بنا الحال في مواجهة مشاكلنا كمن يحارب بسيفه الحاد ريحا عاصفه …..
لن يحصل على نتيجه رغم الجهد المبذول الا اذا تغير اسلوبه في الدفاع واداته
شكرا لرقي الحرف وروعته
كلام في الصميم
مقال رائع ويلامس الواقع
في رأيك ماهو الخيار المناسب
انت ما رأيك أولا؟