تخيل أن يقوم مديرك بتعنيفك علناً أمام زملائك في إحدى الاجتماعات. أو أن يجري تعديلات جوهرية في قسمك خلال إجازتك السنوية دون استشارتك. أو أن يطلب من فريقك أن يغيروا أولويات وجداول الأعمال التي سبق أن كلفتهم بها. بالتأكيد ستعترض، وإلى جانب اعتراضك على تخطي صلاحيتك، فإنك ستتخوف من أن لهذه القرارات أثر سلبي جسيم يحد من قدرتك على إدارة فريقك بنجاح.
عندما تواجهك مثل هذه المواقف ويتصرف مديرك بشكل مجحف ماذا تفعل؟
نظرية التسلسل الإداري
في عالم الإدارة يعتبر الهيكل الإداري هو ما يحدد قنوات الاتصال الرئيسية بين الموظفين والمدراء. وفي الوضع الطبيعي فإن المدير له صلاحيات كافية لتسيير عمله لتحقيق الأهداف المطلوبة منه. وبالتالي هو مسؤول عن القرارات الخاصة بالفريق الذي يتبعه إداريا (بما ينسجم مع ثقافة وقيم وضوابط المنشأة) دون تدخل أو معارضة. ومن المفترض ألا يتجاوزه أحد من الأعلى في اتخاذ تلك القرارات، أو يهمشه ولا يتجاوزه بالطبع أحد أعضاء فريقه إلى رئيسه. فالمدير مسؤول عن تشكيلة فريقه وتحفيزهم وإدارتهم.
عندما تقتنع أن مديرك أخطأ عليك قد تحتار في كيفية اتباع التسلسل الإداري، ولكن هناك خيارات عدة لكل منها مزاياها ومخاطرها:
1. أن تفاتح مديرك بالموضوع
حتما لن يكون ذلك سهلاً عليك فالشخص الذي يجب عليك أن ترجع إليه هو سبب المشكلة. أو كما يقال هو الخصم والحكم. ولكن قد يحترم نضجك للرجوع إليه خصوصا إذا تحدثت إليه بأدب وأعطيته فرصة أن يتعرف على خطأه. بل من الممكن أن يعتذر لك. وعلى الأقل فأنت أخذت الخطوة الأولى الصحيحة.
2. أن تتخطى مديرك إلى رئيسه لتشتكيه
هذه الخطوة عالية المخاطرة خصوصا عندما تعمل في منشأة تكرس التسلسل الهرمي. فمن مخاطرها أن ذلك الرئيس قد يستسخف مشكلتك خصوصا أنه مسؤول عن قطاع أعمال أكبر من مديرك. ومن مخاطرها أنه إذا لم يحل المشكلة فإن هناك احتمالا كبيرا أن يتضايق مديرك المباشر من تخطيه. لذلك فقد يكون من الحكمة أن تبلغ مديرك أنك تريد استشارة رئيسه في الموضوع.
3. أن تتحدث مع الموارد البشرية
وهنا نفترض أن مسؤول الموارد ناضج بشكل كاف ليتبنى مشكلتك، ويتعامل معها بحكمة، وقد يكون من المجدي أن تستشير الموارد البشرية بالمنشأة في البداية بدلاً من تقديم شكوى رسمية، والمخاطرة أنهم قد لا يأخذوا الشكوى بجدية أو أن يحيلوك إلى مديرك، مما يكرس خطوة التوجه إلى المدير مباشرة.
4. أن تقرر أن تتجاوز الموقف هذه المرة
بعض المواقف تافهة ويكون حلها بتجاهلها فالمدير بشر والخطأ وارد، وخصوصا إذا كان الخطأ بسيطا فإن التحدث فيه قد يعطي انطباعا خاطئا عنك. لذا قد تقرر تأجيل مفاتحة المدير إلى أن يتكرر الخطأ. ونصيحتي لك هي أن تستشير صديقا أو زميلا حكيما قريب من الموقف. والأهم هي ألا تتخذ قرارا أو تحاول أن تعالج الموقف وأنت أو المدير غاضبين، فعند الغضب تنتفي الحكمة وقد يتصعد الموقف دون حاجة.
عند حدوث موقف غير محبذ مع مديرك من المهم أن تفعل جانب الحكمة لديك وأن تختار الطريقة الأمثل للتعامل. بعض المواقف تستدعي ردود أفعال واضحة، أما بعضها فلا يحتاج إلا أن نتركه يعبر من أمامنا دون انفعال.
رأي الصواب..
أحسنت د. بدر فيما ذكرت
عندما قرأت كتابك كأني رأيتك أمامي بخبرتك قبل سنوات عديدة وأنت تحاكي الواقع
ولا سيما هذه المقالة التي حدة من المجازه وتعدي مديري لمن هو أعلى منه ولكن بالفعل بعد أن قرأت أطروحتك قمت بالاختيار الرابع وذلك بعد استشارة خبير في العمل
شكراً لك
شكرا للمشاركة ولعل في اختيارك حكمة
أخي الإدارة لا نعترف أبدا مهما كانت قضيتك دائم ضد كل ما هو ناجح ونقي
أحب الإدارة لا تعترف أبدا
انا اقترح الحل الاول وهو مواجهة المدير
واجهتني هذه المشكله مع مديري المباشر
وطلبت منه اجتماع بخصوص التدخلات التي حصلت في قسمي ولم يتم اخطاري بها
وكان مصارحه هادئه بيني وبين مديري المباشر وانتهى النقاش باعتذار المدير العام بعد توضيح المشاكل التي من الممكن ان نواجهها سواءً في قسمي او مع موظفيني ولله الحمد توفقت في اختيار الوقت المناسب للمصارحه والتنسيق للمصارحه قبل طلب الاجتماع
ومنكم نتعلم دكتور بدر
وفقنا الله واياكم
تجربة ملهمة أخ سعود. وهي تؤيد المصارحة. ومنكم نستفيد. شكرا للمشاركة.
ارى الخيار الاول هو الانسب طبعا مع الاسلوب الجيد والرقي في التعامل والاحترام قد توصل الفكرة
اهم ما يكون في تعاملاتنا هو الصراحه لانها مهما كانت صعبه احيانا الا انها ضروريه لنفهم بعضنا بصورة اوضح فيسهل التعامل لاحقا
السلام عليكم جميعا
انا اواجه فعليا هذه المشكلة بشكل يومي وقد جربت جميع الطرق المذكورة ولم تجدي نفعا لاكثر من عامين لذلك قررت ترك الوظيفة والانتقال لوظيفة اخرى بعيدا عن مجال الوظيفة الحالية. من اجل تحسين العمل وليس هروبا من الواقع
آخر الدواء الكي وقد بكون هو العلاج احيانا.
اكيد الرأى الاول صحيح إذا كان المدير انسان متفهما وسهلا لينا وحكيما زو عقل دون العصبيه وهذا من وجه نظرى قليل جدا أن تراهم
لذا الاختيار الرابع والأخير هو الأنسب 90 % وفق الله الجميع
شكر دكتور على كتابك الجميل
وجهة نظر متعمقة. أشكر لك تعليقك.
ارى من وجهة نظري ان الاختيار الرابع كثير من الناس تقتنع بيه لان شخصية المدير الناضج الذي يسمع للموظفين ناااااادرة جدا جدا .
ماذا اذا كان المدير يتحكم في كل شئ وهو مدير كل شئ وانت لا تستطيع ان تشتكيه لاحد لانه هو الآمر الناهي في كل شئ واضف ان من الشخصيه النرجسيه اي انه يرفض اي رأي او تدخل في اي قرار
الخيار الأول هو الصحيح وبالعكس ممكن يفتح لي أشياء لا أعلمها هي التي جعلت مديري يفعل هذا الأمر
وبعملها نضمن أن مديري سيفاتحني في المرة القادمة قبل أن يتخذ أي قرار
حاليا اواجه مشكله..عدم الرضا عن نتيجه التقييم السنوي والمدير يرفض النقاش او توضيح اسباب استحقاقي لهذا التقييم..اعتقد في مثل هالحاله مجبر الموظف للجوء للموارد البشريه ولما استشرتهم اقترحو الاصرار على مناقشه المدير قبل الشكوى الرسميه..وحاولت دون جدوى فأنا الان مضطر للشكوى الرسميه ولا ايش رأيك دكتور بدر؟
هلا بك.
اللجوء للموارد البشرية لتشتكي المدير قد يبني حاجزا دائما بينكما. فإن نويت الاستمرار معه الشكوى ستصعب الأمور. هل فكرت ان تكتبي له رسالة إلكترونية تشرح وجهة نظرك؟ وهل أعددت بدائل في حال قررت عدم الاستمرار معه؟
اذا كنت في فترة تدريب واللي يدربك يعطيك معلومات غلط بس طريقه تبين لك انت اللي غلطت وهو يطلع منها بحجه انك ماعطيتي المشكله كاملة كيف اتعامل معها ؟
انا سويت كل الخطوات هذي وما نفعت معه ، وجيت بطيب وتكلمت اكثر من مره با سلوب كويس ويهدف الى التطوير لكن لنصدمت اما لقيت انو الوضع انقلب محاربه و صار يتوقع اني متحكمه واني اشوف افضل منها وصار هدفه بس يشوف اي خطاء حتى لو تافه تافه لبعد درجه ويكبره
على المرأة أن يرتب الخيارات مثلا:
– صبر
– مثابرة في المحاولات
– انسحاب أو نقل أو استقالة
مو معك ليه انسحاب ومو انا الغلط وليه انقل وانا ابداع في ذا المكان واحبه حرب عشان نفسك وحقك لي النهايه
لا أحبز الانسحاب و على المرء ان يكون قويا في الحق فإذا كثر في المجتمع هذا النوع من الناس و هو القوي في الحق صارت المناصب الغدارية مزعجة جدا لا يتحملها إلا الأقوياء اصحاب الخلق العالي و الإدارة الرشيدة ، أما إذا تنازلنا عن حقوقنا مع المدراء زادهم طغيانا و سوء أدب و جهالة
و إن كان الانسحاب حلا في بعض المواقف و لكن بعد محاولات الرد على الظالم (( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ))
إنإن مدي ضعيف الشخصيه وهو يشعر بذلك امامي لذلك هو يحاول دائما اثبات العكس وانه قوي ، لذلك يتخذ اسلوب (فرق تسود) بيني وبين فريقي في العمل ، ولانه مدير ي المباشر في العمل فان افراد الفريق عندي يرجعون اليه للتهرب من العمل وهو يشجعهم على ذلك .
ما هو الحل نظرا لكثرة المشاكل بيننا ؟
مقال جميل جداً وتشكرون عليه.
كما تفضلتم، هناك عدة خيارات والانسب منها يعتمد على بيئة العمل، وطبيعة العلاقة بين الرئيس ومرؤوسه.
إن كان المرؤوس لايعرف شخصية مديره جيداً، فمن الحكمة أن يصارح مديره بأدب واحترام (الخيار الأول) وقد تكون هذه الخطوة هي المفتاح لبناء علاقة مستدامة مبنية على الاحترام المتبادل بين الرئيس والمرؤوس ووضع النقاط على الحروف. والأهم من ذلك، هو أن تتضح للمرؤوس شخصية مديره من خلال خوض هذه التجربة (هل هو منطقي؟ هل اخطأ واعتذر؟ هل كان هناك سوء فهم من أحد الطرفين؟ أم هل هذا المدير متعجرف وغير حكيم؟).
أما بالنسبة لتخطي المدير والتقدم بشكوى ضده، فقد يكون فعلا هذا هو الخيار الوحيد لدى الموظف، بالرغم من المخاطرة العالية. وخصوصاً إن كان المدير ظالم ولايحترم الانظمة. وطبعاً على الشاكي أن يكون أيضاً حكيماً عند اتخاذ القرار النهائي بتقديم شكوى ضد رئيسه، فإن كانت الجهة لاتتعامل بجدية مع شكاوى الموظفين (سواء الموارد البشرية أم الإدارة العليا)، فمن الحكمة أن يقوم الموظف بالتزام الصمت والبحث عن وظيفة عمل أخرى بهدوء تام، حيث أنه لاجدوى من خوض معارك والنتيجة محسومة مسبقاً.
أنا شخصياً تعاملت مع نوعين من الرؤساء منهم الجيد ومنهم السيء، وكلها كانت تجارب في الحياة استفدت منها الكثير في التعامل مع الشخصيات المختلفة. بالنسبة للأول، فكان قائد ممتاز وتعلمت منه الكثير من فن التعامل مع المرؤوسين وتحفيزهم على إعطاء كل ماعندهم. والنوع الآخر كان هدفه هو الصعود على ظهور موظفيه وكان كثير الكذب فيما يخدم مصالحه. و في النهاية، انصح بأن يسعى الشخص لأن يكون ذو قيمة مضافة تجعل الوظيفة هي من تبحث عنه وليس هو من يبحث عنها، وعندها تكون الخيارات متاحة امامه ويصبح هو من يختار المدير المناسب.
وأكرر شكري لكم على المقالة الرائعة.
ولكم تحياتي،
مهند
لا أحبز الانسحاب و على المرء ان يكون قويا في الحق فإذا كثر في المجتمع هذا النوع من الناس و هو القوي في الحق صارت المناصب الغدارية مزعجة جدا لا يتحملها إلا الأقوياء اصحاب الخلق العالي و الإدارة الرشيدة ، أما إذا تنازلنا عن حقوقنا مع المدراء زادهم طغيانا و سوء أدب و جهالة