كرئيس لفريق العمل تفاجؤك رسالة نصية من أبرز أعضاء فريقك في يوم عطلة قبيل سفرك في رحلة عمل. تقول الرسالة أن هناك موضوع شخصي هام يرغب الحديث فيه. تتصل به وأنت تقلب أخماس في أسداس وتخشى أن يكون هناك عارض صحي مفاجئ ألمّ به أو بعائلته أو مشكلة أمنية لا سمح الله. ولكن عندما تسمع صوته يسأل بحرج عن الحال والأحوال ينقلب الخوف إلى قلق، ثم يتحقق ما كنت تخشاه إذ يخبرك بأنه استخار وأنه لديه ظروف شخصية وأنه وأنه، ونهاية المطاف أنه مستقيل.
أمفاجأة أم فاتتك الدلائل؟
قد تفاجأك استقالة أحد أهم الموظفين عندك دون تحذير أو شكوى. ولكن هل هي فعلا مفاجئة أم أنت معمي عنها؟ فتسأل نفسك هل قرأت العلامات الدالة على عدم الرضى وهل أعطيتها حجمها اللازم، فتستعيد تفاصيل كل الاجتماعات السابقة والنقاشات التي دارت مع المستقيل والتي يمكن أن تكون سببا لامتعاضه، ثم تبادر فتسأله فيكرر بعضا من ملاحظاته القديمة التي لم يتم التعامل معها وعدم رضاه عن بعض الأمور التي لم تعالج والتي لم ترها جوهرية ولا تزال.
عندها تشكك في نفسك فهل فاتتك دلائل عدم الرضى إلى تلك الدرجة؟ وهل الأعذار التي ذكرت لدى الاستقالة كانت بنفس السوء التي نقلت به؟ أم كان إغراء الفرصة البديلة كبيرا والإحراج عاليا مما جعل هذه الأعذار مخرجا من الحرج؟ وهل تتعلم بعدها أن تشك في تصرفات الجميع؟ وأن تحمّل كلام زملاءك أكثر مما يحتمل؟ وأن ترضخ لكل طلباتهم حتى تشتري رضاهم؟
وتعود وتسأل نفسك: هل أنت مسؤول كمدير عن استبقاء كل موظفيك واستمراريتهم؟ وكيف تقرأ ملاحظات زملاءك بدقة دون أن تحملها أكثر مما تعني؟ وهل تقيس نجاح الفريق ببقاء أعضائه فيه؟
أنت مسؤول عن تحسين بيئة العمل
أنت كمدير مسؤول عن تحسين بيئة العمل بحيث تكون جاذبة للموظفين المتميزين، وتقلل احتمالية تسربهم. بيئة العمل التي تستبقي الموظفين وتقلل من نسبة دورانهم هي التي تقدم لهم تحديا كافيا يطور مهاراتهم وكفاءاتهم، وفرصة وأملا للتطور المهني والارتقاء إلى وظيفة أعلى، وتعطيهم مقابلا ماديا مناسبا، وتسمح لهم بموازنة وقتهم بين العمل ومسؤولياتهم العائلية. وفوق ذلك كله فإن خلق معنى سام للعمل مثل تغيير حياة المجتمع للأفضل، وتوفير للأمن الغذائي، وخدمة ضيوف الرحمن مثلا، يبني لدي الموظف ولاءا لمكان عمله. ويفيد وجود خطة للتعاقب الوظيفي والمسار المهني تبين لكل موظف احتمالات منصبه التالي، بحيث تحفز الموظف من جهة وتسهم في سد أي فراغ ينبع من استقالة بشخص يتم اعداده له.
استعد لأي استقالة
يجب أن تدرك أنك لن تستطيع أن تستبقي كل موظف مهما كنت تحبه ومهما كان متميزا، فهناك من يأتيه إغراء خارجي لن تستطيع مجاراته، وهناك من هو غير راضٍ عن الوضع الحالي، وهناك من يرى مستقبله في مجال آخر، وهناك من تحتم عليه ظروفه الانتقال إلى بلد آخر، وهناك من لا يرتاح للعمل معك، وهناك من يطمح في مكانك ولن ينتظرك أن تغادر ليأخذه.
فقد تحاول من خلال النقاش والتفاوض الاحتفاظ بموظفك المستقيل، ولكن التفاوض بعد فوات الأوان (الاستقالة) قلما يفيد، فلذلك ولنتجح كمدير عليك أن تحاول أن تقرأ رضى كل من أعضاء الفريق من خلال جلسات الإرشاد والاجتماعات الفردية والتي من خلالها تسعى أن تساعدهم أيضا في التعامل مع أي صعوبات شخصية أو عائلية مرتبطة بالعمل، وأن تحفزهم من خلال تبيين الهدف الأسمى لعملهم والمسار المهني لهم وإعدادهم للخطوة التالية فيه، وفي نفس الوقت أن تكون مستعدا لمغادرة أي منهم، بتهيأة البديل أو الخليفة حبذا من الفريق أو بتكوين قاعدة بيانات عن المؤهلين في سوق العمل.
كلامك جميل جدا ً، واعتقد ان اي بيئة عمل لا تناسب الكل ، فاختيارك للموظف للبداية لابد ان يكون بعد اختبار نجاحه مع البيئة والفريق .
شاكر لك تدوينتك
خالد
فعلا اخي خالد. هناك جانب التفضيل الشخصي والذي قد لا تلائمه بيئة عمل ما
كلام جميل ولكن لفت انتباهي ان بعض المدراء ليسوا بحال واحد إنما العكس.
وهذا صحيح.