أحد أكبر التحديات التي قد تواجه أي موظف، عمله في ظل إدارة متعسفة. إدارة تتغذى على التسلط، وتعتبر التخويف أفضل وسيلة للحصول على النتائج. وبقدر ما تزرع الخوف في نفوس الموظفين تخاف من التغيير وخوض التحديات لأنها لا تحسن التعامل معها. ينصب تركيز فريق العمل في هذه الإدارات على تجنب المشاكل بدلًا من الإنجاز والتطوير. كما أنها تبرع في تحويل كل مشاركة ومبادرة متحمسة إلى حالة من الخضوع والصمت.
هذا النمط الإداري الذي عفا عليه الزمن لا يقتصر فقط على المدراء القدامى. هناك الكثير من المدراء الأصغر سنًا يتبعون هذا الأسلوب إما لأنهم نشأوا في ظل إدارات متسلطة، أو لأنهم عملوا في منشآت عززت هذا الأسلوب باعتباره أفضل طريقة للعمل. قد يضمن هذا النوع من الإدارات سير العمل على المدى القصير باستخدام السلطة المفرطة والمراقبة، ولكنه يتسبب في فوضى عارمة ونتائج كارثية على المدى الطويل.
في الأسفل أسرد أبرز 3 صفات للإدارات المتعسفة (أتمنى ألا تنطبق عليك إن كنت مديرًا)، وسأترك لك بعض الأسئلة لتساعدك على معرفة ما إذا كان نمطك الإداري تعسفيًا
فقدان السيطرة على الانفعالات
يرتبط النمط الإداري المتسلط ارتباطًا وثيقًا بسوء إدارة الذات كأحد أهم دلائل انخفاض معدل الذكاء العاطفي، والتي تعني عدم قدرة المدير على التحكم بتصرفاته، وردود أفعاله في المواقف الصعبة. ما يحصل في هذه الإدارات أنه بمجرد أن تزيد وتيرة العمل تزيد معها حدة الطباع وردود الأفعال. لنتفق أن الانفعال والغضب أمر طبيعي. ولكن من المهم أن تتم إدارته بالطريقة السليمة ولا تتحول الإدارة لقنبلة موقوتة يتحاشى الجميع الاقتراب منها.
يدرك الكثير من المدراء والقادة الناجحين أن النتائج العظيمة تبدأ من القدرة على إدارة النفس وتوجيهها قبل إدارة الآخرين. من لا يجيد الإمساك بزمام نفسه هو أشبه ما يكون بالمركبة المنفلتة التي تعطلت مكابحها، وقد تتسبب بأضرار جسيمة إذا لم تتم السيطرة عليها.
الآن اسأل نفسك: هل لدي القدرة على إدارة ذاتي والتحكم بانفعالاتي. أم أن المواقف هي من يديرني ويوجه تصرفاتي مع فريقي؟
قلة الدعم والتشجيع
تستخدم الإدارات المتسلطة إحباط الموظفين وتهميشهم كنظام حماية لها. لأنها تعتقد أن دعم الآخرين يفقدها شيئًا من نفوذها. أتذكر مديرًا سيئًا عملت تحت إدارته سابقًا كان دوره أشبه بدور محقق جنائي. مهووس بجمع الأدلة وملاحقة الهفوات، يحقق بشكل مبالغ به، ويعاملنا وكأننا متهمين حتى تثبت براءتنا. كانت تلك الفترة من أسوأ مراحل حياتي الوظيفية. فقد خلق هذا الرجل بيئة محبطة تعتمد على تحقير آراء الموظفين وخبراتهم، وكان العمل تحت إدارته أشبه بكابوس استفقت منه بالنهاية المعروفة ” الهروب من المنشأة”.
لا تدرك الإدارات المتسلطة أن تحديات العمل بيئة خصبة لتشجيع الإبداع والابتكار، بل تصف أي محاولة إبداع بالمخاطرة والتهور. وبالتالي تفضل قيادة فرق العمل بمحاذاة الحائط خوفًا من ظهور أي شيء غير متوقع. وعلى خلاف القيادات الحقيقية التي تثمن الجهود، وتظهر الامتنان لمن حولها، وتقدر نجاحات من يعمل معها. تبخل الإدارات المتعسفة في تقديم أبسط عبارات الشكر والثناء.
في أوقات كثيرة ضيع هذا النوع من الإدارات فرصًا ثمينة للإبداع والابتكار خصوصًا في أوقات التغيير. حيث تعد الظروف المتغيرة من أهم محفزات الإبداع لأنها تدفع الأشخاص خارج الأطر المألوفة مما يعزز مرونتهم وتقبلهم لتبني أفكار جديدة.
الآن اسأل نفسك: هل أشجع فريقي وأدعم مبادراتهم وأفكارهم الجديدة؟ أم أقمعها في أغلب الأوقات وأتعامل معها بفوقية؟
عدم الثقة بالفريق
لا تستطيع الإدارة المتسلطة أن تثق بقدرات موظفيها وإمكانياتهم وبالتالي تحصر السلطة بيدها بدون مشاركة. مما يؤدي إلى انخفاض المعنويات والأداء والتسرب الوظيفي. فالموظفين فقدوا طاقتهم المهنية لعدم شعورهم بثقة الإدارة.
يعد فن تفويض المهام والثقة بالموظفين أحد أهم فنون الإدارات الناجحة التي تؤمن بأن الموظفين قادرين على الاستقلالية، وحل المشاكل بطريقتهم الخاصة مما يولد شعورًا قويًا بالمسؤولية في المنظمة. على عكس ذلك، تقوم الإدارة المتعسفة بإنشاء بيئة عمل سلبية وغير آمنه مع إغلاق كافة قنوات الاتصال بين الموظفين في المنشأة ما يعرقل تطورهم الوظيفي وبناء مهاراتهم المهنية.
الآن اسأل نفسك: هل أعطي فريقي بعض الاستقلالية لإنجاز المهام؟ أم أتدخل في كل صغيرة وكبيرة؟
إذا كنت تجد نفسك تميل للخيار الثاني في أغلب الأسئلة فأنت مع بالغ الأسف تصنف في خانة الإدارة المتعسفة. ولكن لا بأس لم يفت الأوان الاعتراف بالمشكلة نصف الحل. بادر بإعادة تقييم نمطك الإداري. اسأل من حولك واستمع لرأيهم لمعرفة مكامن الخلل وتطوير مهاراتك والتخلي عن عادات الإدارات القديمة حتى لا تخسر موظفيك، حيث يؤكد خبراء الإدارة أن الموظفين لا يستقيلون من شركاتهم، بل يستقيلون من مدرائهم المتعسفين. فوفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة Gallup وجدت أن 50٪ من استقالات الموظفين كانت بسبب المدير المباشر (المتسلط).
الادارة المركزية او كما ذكرت في مقالكم الرائع ( المتعسفة ) هي اساس اي ادارة ناجحة من راي والامثلة كثيرة من التاريخ … ولكن التحول من ادارة مركزية الي ادارة غير مركزية التدريجي وفي الوقت المناسب هنا الفن الاداري وتطور وبقاء المنشات اين كانت.
يبقي السؤال عن النتائج outcome
ايها افضل
اداره تعسفيه مع نتائج (فعاله)
اداره غير تعسفيه من دون نتائج
الإدار والقيادة فن وعلم ، لايكفي اسم المنصب فقط بل على الاعمال المترتبه للقائد مع موظفيه من الذي يشجع ويحفز ويثق بهم وبقدراتهم ويقبل التغيير والابداع والإبتكار هنا هذا القائد الصحيح 👍🏻
سابقا كنت مديره احد الإدارات وعملت ملف كامل يشمل فيه برنامج وخطه تطوير وتغيير نقله نوعيه للمنظمه كإجتهاد شخصي مني من باب الابداع والابتكار والتطوير ، حينها طلبني الرئيس التنفيذي وكنت قد حققت انجازاً كبيره بنسبه ممتاز فتوقعت منه الانبهار والثناء لانه لم يتحقق من قبل للاسف كان رده فعل محبطه ويسالني عن امور جداً صغيره وكان ردي نعم جميعها انهيتها!! استغرب كيف فعلتها والوقت ضيق ، رجعت للمكتب مزقت اوراق البرنامج كاملاً فعلاً تحطمت وقتها لكن حينما يكون الرئيس قاتلا للابداع لاشك الموظف سيغادر المكان لانه ليس مكانه، ولله الحمد ها انا من جديد ابدع وابتكر واطور لأني اؤمن بقدراتي بفضل الله ثم التعليم والتطوير المستمر واسعد حينما انجز 🌟
شكرا جزيلا لمشاركة القصة وعسى أن جعل الله لك فيها خيرة.
العفو أ.بدر
المشاركه لكي لاييأس اي موظف ويعلم انه سيمر بمراحل ايجابية او سلبية لكن عليه ان لايستسلم ولايقتل الشغف اللذي بداخله والطموح ومن يعمل ب إخلاص وصدق وأمانة سيعوضه الله والعوض من الله كبير وكريم 🤲🏻 ..
وشكر لكل قائد محفز ومشجع لموظفيه 🌟👏🏻
تحياتي ..
اتفق معك على أهمية التفاؤل وعدم الاستسلام والمثابرة، ثم البحث عن بديل اذا سددت السبل.
في مقالك هذا يادكتور أنت وصفت مدير مكتب أعرفه، والوصف الدقيق في عبارتك “لأنهم نشأوا في ظل إدارات متسلطة، أو لأنهم عملوا في منشآت عززت هذا الأسلوب باعتباره أفضل طريقة للعمل. قد يضمن هذا النوع من الإدارات سير العمل على المدى القصير باستخدام السلطة المفرطة والمراقبة، ولكنه يتسبب في فوضى عارمة ونتائج كارثية على المدى الطويلً” والله قد وصفته بالضبط