هل يخيفك مصطلح التخطيط؟ 4 خطوات سهلة تبدأ بها

التخطيط

عندما تسأل عن سبب عدم تحقيق منظمة معينة لأهدافها فكثيرا ما يكون التبرير هو سوء التخطيط أو انعدامه. فهو من أكثر مصطلحات الإدارة استخداما. وهو في رأيي أيضا من أكثر المصطلحات غموضا وإساءة في الاستخدام. ولذلك أصبح هذا المصطلح بعبعا مخيفا. واستغل تلك الثغرة من كوَّن قطاعا اقتصاديا كبيرا في استشارات التخطيط الاستراتيجي. والذي تتربع على عرشه الآن بضع شركات عالمية معروفة تتجاوز فواتير مشاريعها ملايين الريالات.

التخطيط ببساطة

هو عملية رسم خطة تتكون من عدة خطوات تنقل من حالة راهنة إلى حالة مستقبلية. والتخطيط مفيد على المستوى الشخصي في الوصول لهدف استثماري أو حياتي. وهو حيوي في مجال الأعمال والمنظمات أيضا. فعندما نقرن كلمة التخطيط بالاستراتيجي يقصد به عادة وضع خطة أمدها طويل يقاس بالسنوات ويكون نطاقها واسعا، ليشمل عمل المنظمة كلها مقارنة بخطة مشروع ما أو خطة عمل قسم أو إدارة والتي يكون عادة مداها أقصر. فهي خطة تُؤَطِر استراتيجية المنظمة بتحديد مجالات عملها وكيف تتميز فيها عن غيرها. وقد سبق الشاعر أبي تمام هؤلاء المستشارين الغربيين في تقدير أهمية وضع الخطط بقوله:

قدر لرجلك قبل الخطو موضعها …..فمن علا زلقاً عن غرة زلجاً

أي أن من لا يخطط لخطوة قدمه التالية يزلق، والتخطيط مع حيويته وأهميته ليس بالضرورة معقدا.

فيما يلي أربع خطوات سهلة لوضع خطة:

١. تصور مستقبلك

يبدأ وضع الخطط بأصعب سؤال وهو: ما هي الحالة المستقبلية التي تطمح بالوصول لها؟ والصعوبة في هذا السؤال في أن الجميع لديهم أحلام ولكنها ليست بالضرورة واضحة ومحددة لدرجة تسمح بالتخطيط للوصول إليها. وهنا عادة ما توضع اختيارات متعددة أو سيناريوهات للمستقبل يتم المفاضلة بينها.

٢. صور بتجرد واقعك

والسؤال التالي والذي هو أيضا من قبيل السهل الممتنع هو: ما هو أدق وصف للحالة الراهنة التي تعيشها الأن؟والصعوبة في ذلك هو استخلاص خواص الواقع المؤثرة والمهمة من بين كل ما نراه ونحسه في واقعنا ووضعه في شكل صورة للحاضر.

٣. استخرج الفروقات بين الصورتين

بالتمعن في الصورتين المستقبلية المستهدفة والحالية الواقعية يمكنك استخلاص أهم الفروقات ومنها أيضا أهم العوائق والحواجز التي تفصل بين الصورتين. وتشكل تلك الفروقات قاعدة التخطيط.

٤. ضع مجموعة من الخطوات التي تعالج الفروقات

الخطة هي بالتالي مجموعة من الخطوات المتراتبة والتي بها تقلص الفروقات بين الواقع والمستهدف.  ومن الممكن أن تكون بعض الخطوات متسلسلة واحدة تلو الأخرى وبعضها متزامنة.

باستخدام هذه الخطوات الأربع تستطيع البدء في التخطيط لحياتك وعملك. ولكن أفضل الخطط تبقى مجرد حبر على ورق إذا لم تنفذ. وتنفيذ الخطة والوصول بها إلى الهدف هو ما يحدد نجاح النهائي. فقد قيل أن هناك نوعان من الفاشلين: من ينفذ دون تخطيط ومن يخطط دون تنفيذ!

الردود

  1. وائل الراشد :

    توصيف مختصر رائع وممتاز.
    من تجربتي المتواضعة وجدت أن تضمين الخطط بمستهدفات نجاح سريعة quick wins مهم لإبقاء الحماس والتحفيز للاستمرار في تحقيق الأهداف الكبيرة التي تكرن عادة بعيدة المدى

  2. مجد :

    ربما تعليقي متاخر بعض الشيء
    لكن الطرح بسيط كما قلت سابقا و المحتوى فعال و عملي
    سؤالي لك أخوي بدر
    هل هناك نماذج للتخطيط الاستراتيجي يمكن الاستعانة بها؟
    Templates

  3. Yasir Mohamed Ali :

    كل التحايا أستاذنا وملهمنا الغالي دكتور بدر..

    أسمح أن أضيف

    بأن الإستمرار في خلق التوازن من منظور المواكبة والتطور للشخص أو المنظمة وإستمرارية بناء القدرات للحاق بتقدم تحقيق الأهداف من الضرورة بمكان في تحقيق مبدأ التوافق الإستراتيجي.

  4. Majdi Alghamdi :

    رائع دكتور بدر

    اعتقد ان نصف تحقيق الأهداف في كتابتها ،
    اغلبنا يضع اهداف ويتصورها لكن قليل جدا من يكتبها

    من تجربة شخصية
    اكتب الأهداف وتتحقق والكون يسير وفق ذلك

    اخوك مجدي الغامدي

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.