إذن ما علاقة كل ذلك برمضان؟
الجواب أن رمضان فرصة سانحة لتغيير حياتنا للأفضل، ليس فقط بعلاقتنا الروحانية وقربنا من الله والإكثار من الأعمال الصالحة، بل لتحسين حياتنا الدينية والدنيوية معًا، رمضان يخبرنا بكل وضوح أننا نملك قدرة عالية على تغيير حياتنا وبناء عادات جديدة ترتقي بجودة أيامنا.
يتكون الروتين من العادات، والعادات هي الجندي المجهول لاكتساب المهارات وتحقيق الإنجازات، فذلك الرسّام الذي كان يرسم خطوطًا متعرجةً وأبعادًا مشوشة ويضرب بفرشاته ألوانًا مزعجة، لم يكن ليرسم لوحته البديعة ذات الألوان الخلابة لولا استمراره في عادة الرسم المنتظم، وأنا لم أكن لأشارك في مارثون ثلاثي لو لم أمارس الجري قرب منزلي يوميًا على امتداد أشهر.
كيف تكسب العادات؟
هذه 4 خطوات أوصيك بها من تجربتي الشخصية:
- حدد الهدف: ماذا تريد من هذه العادة أن تعطيك، فإذا كنت تريد أن تكسب عادة القراءة مثلاً فحدد هل تريد أن تتعلم مهارة معينة مثل مهارة التسويق أو الكتابة أم فقط لتزيد مخزونك المعرفي والثقافي؟
- ابدأ تدريجيًا: لا شيء يغير حياتنا للأفضل ويُكتسب بين ليلة وضحاها، فمن يجري 5 كيلومتر في بداياته سينهك جسده ولن يستطيع التمرن في اليوم التالي ومن ثم تكون عنده ردة فعل سلبية، وكذلك التكيف فليس هناك زر نضغطه لنتكيف مباشرةً بل تدريجيًا.
- تابع تقدمك: سجل إنجازاتك وتابعها باستمرار، لتتذكر هدفك الأساسي وتحفز نفسك بتقدمك.
- لا تستعجل النتائج: النتائج المبهرة تحتاج إلى وقت، لا تُحبط إذا لم تشاهد نتائج مباشرة، فالذي يأكل أكلًا صحيًا لن يلاحظ التغيير على جسده في يومين أو ثلاثة.
يُقال إنما السيل اجتماع النقط، تلك العادات التي نفعلها دائمًا لها أثر باهر في نجاحاتنا وإخفاقاتنا، لذلك من الحكمة أن نسعى إلى كسب عادات نافعة والتخلص من عادات ضارة، لأن حياتنا هي محصلة عادات التي نمارسها بشكل يومي بوعي أو بدون وعي.
جزاك الله كل خير والله يتمم علينا كل خبر ويزيدنا من فضله ويكفينا كل شر نحن وإياكم وسائر عباده الموحدين
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.