كيف تنجح في قطاع جديد لا تعرف عنه شيئًا ؟

قطاع جديد

ما مدى تأثير تخصصك الجامعي وخبراتك على نجاحك في قطاع جديد لا تعرف عنه شيئًا؟ 

الجواب هو أنه ليس من الضروري أن يكون هناك علاقة بين تخصصك أو خبرتك وقدرتك على النجاح في قطاعات متعددة. ولكن في المقابل هناك مهارات شخصية، واستعداد نفسي، ورغبة في النجاح، وجرأة في اتخاذ القرار ترفع احتمالات نجاحك في ذلك. 

فحين تقترب من مواجهة لخيار أو قرار تغيير قطاع العمل بدايةً كن صادقًا مع نفسك عن الدافع لذلك التغيير. هل هو الشغف؟ أم البحث عن العائد المادي الأفضل؟ ام انه مجرد تغيير بدافع الملل؟أو بسبب مبدأ أن ما عند الغير دومًا أفضل مما عندك حسب المثل الشعبي”طبيخ الجارَة نوّارَة، وطبيخ أهل الدار مرار”.

بعد أن تأكدت من أنك ستجد ضالتك في القطاع الجديد، كيف تؤهل نفسك للدخول في قطاع جديد؟

أذكر أنني حين اتخذت قرار بالتحول إلى قطاع الضيافة انتقالاً من قطاع مختلف تمامًا وهو تقنية المعلومات، كان من أول ما قمت به في عام ٢٠١٢ هو الالتحاق بدورات تدريبية عن بعد في هذا المجال. وكانت من أبرز جامعة عالمية في ذلك المجال وهي جامعة كورنيل. كان هدفي آنذاك ألا تكون أول مواجهة لي مع هذا القطاع في مقر عملي.

أردت وقتها الاستعداد واختصار الوقت قبل البدء بمهامي. صحيحٌ أن هذه الدورات لم تجعلني خبيرًا في القطاع. ولكنها جعلتني أفهم مصطلحاته لأتمكن من التباحث مع التنفيذيين في الفنادق وسرعت عليّ مهمة التعلم والدخول في القطاع.

أيضًا، سيساعدك على الإلمام بالقطاع البحث والتعلم وسؤال أهل الخبرة- في تحديد ما إذا كنت تريد فعلاً مواصلة استكشاف هذا القطاع والانضمام إليه.

الآن وبعد أن اتضحت الرؤية مبدئيًا بالتعرف على القطاع، كيف تتخذ قرارك؟

في بعض مراحل حياتنا -خاصةً المفصلية منها- قد يكون وضوح الرؤية أهم من وضوح الطريق، بمعنى أنه من المهم الانشغال بمعرفة الهدف حتى وإن كانت طريقة الوصول إليه غير واضحة، فالهدف ثابت والخطة متغيرة وتتأثر بمعطيات عدة. لذا ركز على الهدف الذي تريد الوصول إليه في البداية وانشغل بالطريقة التي ستوصلك إليه لاحقًا.

فاجئ نفسك!  في مثل هذه المواقف مهم جدًا أن تستمع لحدسك وتتسلح بالجرأة والاستعداد للخروج من منطقة الراحة. غالبًا ستراودك الشكوك حول مقدرتك على النجاح، تغلب عليها بتحديد نقاط ضعفك وتحويلها إلى نقاط قوة. 

بعد أن اتخذت القرار وشارفت على بداية خوض تجربة جديدة، كيف تتغلب على صعوبات البدايات؟

  • في بيئة العمل الجديدة، كون الأحداث تتسارع وكونك غير قادر على اللحاق في البداية لا يعني أنه عليك الاستسلام.

أذكر أنني عندما التحقت بعملاق التقنية سيسكو كنت قد انتهيت من تأسيس شركتين تقنيتين. صحيحٌ أن القطاع لم يكن جديد. ولكنني وجدت صعوبة في اللحاق بوتيرة العمل المتسارعة، والتي لم أكن قد اعتدت عليها. ولكن بمواصلة الجهد والإصرار على تحقيق النجاح تعلمت وحصلت على جائزة أفضل مدير في سيسكو آنذاك.

  • العديد من تحديات البدايات لا يتطلب منك سوى الصبر والثقة بتأثير عامل الوقت.

ليس من الضروري أن تكون استجابتك لبعض التحديات بفعل شيء ما. هناك صعوبات ستتغلب عليها بالراهن على قدرتك على التأقلم والإنجاز مع اتضاح المطلوب بمرور بعض الوقت.

  • لا تزيد من تعقيد البدايات بالرغبة في تعلم كل شيء وفي نفس الوقت.

 تذكر دائمًا أن التعلم عملية مستمرة. وابدأ بالأهم فالمهم، ولا تضع نفسك في سباق مع الزمن حتى لا تصاب بالإحباط بعد فترة وجيزة من انضمامك للقطاع الجديد.

سواءً كنت تفكر في تغيير القطاع الذي تعمل فيه، أم أنك قد غيرته بالفعل أو ممن يخشون صعوبات البدايات، يسعدني التعرف على قصتك في التعليقات أسفل الصفحة.

الردود

  1. Sultan alajme :

    اهلاً بك دكتور بدر ..
    مقال يستحق الاشادة و اضيف :

    الدافعية ( الشغف ) و آليات بناء الخبرة التراكمية هي مصدر الانتاجية في أي شخص ، يكمن شرط النجاح في المدرسة الكلاسيكية في ( الثبات و ديمومة المحاولة ) و لكن الآن ربما يكون هناك شرط آخر وهو القدرة على تسويق الذات ، تسويق الذات احياناً قد يرتطم في طبيعة أنظمة التواصل في المؤسسات ، مثلا أنا احاول لقاءك لتقديم مشروع تعليمي مبتكر و لم استطع أي طريق لذلك منذ فترة ليست بالقصيرة ، هنا أنا افتقد ادوات النجاح التي ربما أنا غير مسؤول عنها انما هي خارج ارادتي .

    دمت بود 🌹🙏🏼

  2. مطلق :

    يعطيك العافية وجزاك الله خير ، نعم المقال اختصر الدوافع والتحديات والية علاجها والنصائح للعمل في قطاع جديد ، اتفق معك ولكن التغير من اجل تعلم مهارات جديدة ومشاركة الخبرات المكتسبة السابقة بالعمل الجديد قد تكون احد الاسباب للانتقال لعمل ومهام جديدة وقد تكون اضافة بصمات تطويرية

  3. فهد الكعيك :

    إضاءة مميزة من قدوة مُجرّب وفي وقتها لينهل منها قادة المستقبل.
    التهيئة والإستعداد لكل جديد أساس لشحذ الهمم ومواصلة التقدّم. ثلاثة تعطيك دفعة قوية للتمتع بالعطاء (income growth | career development | healthy environment ) مقرونة بدعم وتفهّم وترحيب الأسرة بالعمل الذي أصبح جزء من العائلة. تمتع بالعطاء.

  4. Asem Alkahtani :

    قصتي ياطويل العمر والسلامه بدات عام ٢٠١٢ مع اطلاق الشيخ حمدان بن محمد بالراشد لمبادرة الاقتصاد الاخضر، وحينها كنت مبتدا في بكالوريس ادارة اعمال في جامعة ويست فرجينيا في جبال مورقنتاون، كانت الكلية تضج بالمتنبئين، كان يطلب منا معرفه مستقبل البزنس في ٢٠٢٠ فدرسنا اوبر، امازون، الروبوتات، الدرونز، البيقداتا، والكثير ومنها مبادرة دبي الخضراء، ومن يومها وانا شغوف بالاقتصاد الاخضر والمباني الخضراء والصحة، والنظافه، والسعادة، والذكاء، والاستدامة، والبيئة ، والمناخ، وتقنيات الزراعه الحديثه “افضل دوله في العالم زراعيا هي اسرائيل علي فكرة”

    نرجع لحديثنا عن قصه التغير علي الطريقه الامريكية، الامريكان في الادارة رقم واحد، طيب ايش السر عندهم، في اول سنه ادارة يعلمونك حاجه مهمه، يعلمونك ان انت كادارة اعمال مثلك مثل الكهربائي تماما، الكهربائي انت تجيبه البيت تقول عندي مشكله في كهرباء الصاله، هو يجي معه صندوق العدة، يبدا يكشف ويفحص وين المشكله، وبعدها يفتح الصندوق ويطلع المعده المناسبه ويصلح العطل، ان تماما مثل هالكهرباء كادارة اعمال، انت تجي للشركة وتناظر المشاكل وتجد لها حلول

    انا تعبت اكتب…

    اللي يبي تكمله القصه يراسلني… مع اني ماظنيت احد يقراها او يهتم لكن اهو…نضع بصمه

    aasem303@gmail.com

  5. فهيد الضويلي :

    اضاءات جميلة ونصائح من رجل قدوة عملية ،، التخصص الحقيقي اعتقد هو الشغف في تحقيق الاهداف المدروسة والخطط كما تفضلت تتغير كما هو المجال

  6. عبدالعزيز التميمي :

    عملت في القطاع الصناعي ومن بعده في قطاع التدريب وبعدها قطاع البحث والتطوير حتى حصلت على براءات اختراع ومن ثم توجهت للفعاليات والعلاقات والآن اهيىء نفسي لقطاع جديد
    وكل مرة احمد الله على ذلك .. وأتسأل كيف سيكون مستوى تفكيري وعقلي لو أنني في نفس المجال السابق .. كمية كبيرة من الخبرات المكتسبة جعلتني احس بالفارق في نفسي وفي مستوى تفكيري وانجازاتي … الحمد لله

  7. Sa’ed Gossous :

    One key thing that I see in your article that aligns with a critical lesson I learned early in my career is the importance of life long learning. One of the most relevant example is Charlie munger on Berkshire Hathaway success

    “Without lifelong learning, you’re not going to do very well. You’re not going to get very far in life based on what you already know”

  8. Aldajani mughem :

    مقال جميل جدا نابع عن تجربة رائعه و نصائح مفيده جدا. تجربتي الشخصية ليس تغيير انما وجدت نفسي
    مضطر للبدء في مشاريع متنوعه ( نجحت بفضل الله في اول مشروع فاضطررت للاستثمار في عدة اعمال تجارية ليس لدي خبرة سابقة فيها ) مما دعاني الى اخذ
    تلك الخطوات التى ذكرتها في مقالك وهذا ما اثار دهشتي
    انها بالفطرة الطبيعية عند من يغلب عليهم موهبة الادارة و القيادة . ارجو منك الاستمرار في الكتابة في مثل تلك التجارب مع خالص تقديري لشخصكم الكريم

  9. باسم المالكي :

    اللهم لك الحمد من مسوق في وقف الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة بشركة الحكير بشهادة الكفاءة المتوسطة وبعدها التحقت الى السلك العسكري ومن ثم اكمال دراستي الجامعية في الولايات المتحدة بكالوريوس العلوم في نظم معلومات الحاسب والأمن السيبراني وشبكات الحاسب بمرتبة الشرف واصبحت بعدها مدير مشروع في شركة قيمتها السوقية جداً عالية وها أنا الأن اصبحت اخصائي أمن سيبراني في برنامج التميز في قطاع حكومي . التوكل على الله ثم الصبر ثم الصبر ثم الصبر سوف تفتح لك ابواب كثيرة مع الاهتمام والاطلاع على كل جديد في مجال الاعمال

  10. أحمد ال صوفان :

    اتفق معك ليس شرطاً ان يكون تخصصك الجامعي ملازم لك لتحقيق الانجازات من خلال التطوع و قيادتي لبعض المشاريع المجتمعية مع بعض الجهات الحكوميه و القطاع الخاص و القطاع الثالث تبين لي بأن لك انسان طاقة خامدة و قدرات شخصية تظهر من خلال الميدان و توقيع الاتفاقيات تفتح افاق و تصقل صاحب الشغف و تزيد من خبراته لذا لا تكن حبيس لتخصصك كن مؤمن بما لديك و لدى فريق العمل الذي تعمل معه عندها ستصلون لنتائج مبهره.

  11. د ماجده راجي العتيبي :

    سرد رائع جميل يعكس خبره واضحه ويصور الاحداث امامنا كأنها قصه.
    نعم اتفق معك التخصص ليس له علاقه في قبولك لفرص عمل جديده او لا فأكبر المخترعين والعلماء لوتتبعت سيرتهم للاحظت تغييرهم لتخصصاتهم او مجال اعمالهم بإستمرار.
    عملت في القطاع الخاص ٣ سنوات الي جانب عملي كانت اجمل واروع واكثر سنوات عمري تحدياونجاحا.

    – تحديد الاهداف
    – الجرأة في اتخاذ القرار
    – الايمان بالنجاح
    – بناء فريق عمل مؤمن بفكرتك
    – اسمح لحدسك في مساعدتك في اتخاذ القرار ولا تنكسر في حال الخطأ
    – الصلاحيات ثم الصلاحيات ، تفتح الآفاق وتمهد الطرق.

    شكرا لك لمشاركتنا تجربتك

  12. ٍShahd Faihan :

    قرأت المقالة وكنت في امسّ الحاجة لها، في جزئية ( كيف تتغلب على صعوبات البدايات؟) ذكرت نقطة (لا تزيد من تعقيد البدايات بالرغبة في تعلم كل شيء وفي نفس الوقت)، وفعلا هذا ما افعله دائما عندما اتعرف على موضوع او مجال جديد لا اطيق الانتظار حتى اعرف كل شيء عنه بأدق تفاصيله ،مما يدفعني للشعور بالاحباط اذا لم اتمم هذه المهمة المستحيلة، مقالة رائعة ومفيدة لا شك بانني سأعيد قرائتها مرات عديدة 🙂

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.